نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 220
عند أهل السنة ولا
عند غيرهم ، وإما لعدم توفّر الصفات الأخرى فيه.
محاولة لدفع الإشكال وردّها :
قد يقال : إن أهل السنة في بعض البلاد
الإسلامية بايعوا حاكمهم بيعة شرعية صحيحة ، وبذلك يكونون قد أدَّوا ما فرضه الله
عليهم من مبايعة إمام لهم في هذا الزمان.
والجواب :
١ ـ على فرض حصول بيعة ( شرعية ) لحاكم
من حُكّام المسلمين في بلد ما ، فإن باقي أهل السنة في كل البلاد الأخرى لم
يبايعوا ذلك الحاكم ، فإما أن تكون بيعة المبايِعين صحيحة فيجب على غيرهم متابعتهم
فيها ، وحيث لم يفعلوا فقد تركوا أهم الواجبات عليهم ، وإما أن تكون تلك البيعة
باطلة فلا اعتبار بها ، فوجودها كعدمها.
٢ ـ أن أولئك المبايعين إنما بايعوه على
السمع والطاعة وعلى كونه حاكماً على بلادهم ، لا على كونه خليفة أو إماماً لكل
المسلمين ، ولذلك لم نرَ حاكماً معاصراً ادَّعى الخلافة أو الإمامة على كل
المسلمين ، والذي يتأدَّى به الفرض هو البيعة على النحو الثاني لا الأول.
٣ ـ أن الخليفة الحق لا تثبت خلافته
عندهم إلا بالنص من الله ورسوله ، أو بنصّ إمام الحق الذي قبله ، أو بالشورى من
المسلمين كافة ، أو بالقهر والغلبة على سائر بلاد الإسلام ، وشيء من ذلك كله لم
يتم لحاكم معاصر كما هو واضح.
وتثبت الخلافة أيضاً ببيعة أهل الحل
والعقد ، وعليه فإن كان أولئك المبايعون هم أهل الحل والعقد [١] فبيعتهم صحيحة ، وإلا فلا ، ولا
تُعْرَف فئة في أهل السنة اليوم موصوفة بهذه الصفة ، فحينئذ لا تصح بيعة هؤلاء ، ولا
تكون
[١] أهل الحل والعقد
هم أصحاب الرأي والدين والمشورة في المسلمين الذي يلزم غيرهم متابعتهم عند أهل
السنة ، مثل الصحابة في المدينة بعد زمان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 220