نام کتاب : شبهة الغلو عند الشيعة نویسنده : عبدالرسول الغفار جلد : 1 صفحه : 170
التي سوف تترتب على
مسألتهم ، كان منهم السؤال والتوسل إلى الله بقضاء حاجتهم وإنجاح طلبتهم وقد ترتب
على سؤالهم الإجابة الصادقة الحقة السريعة إكراماً لهم ، وسبحانه يقول : ( وإذا سألك
عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني ) ، وقال تعالى : ( أدعوني
أستجب لكم...).
هذا شأن أي مؤمن يدعو الله ، كيف لو كان
الداعي إماماً معصوماً وولياً من أوليائه؟! مهما يكن ، لو حصلت لهم الإجابة فهي
تعد من باب المعجزة والكرامة ، إظهاراً لعلو منزلتهم وجلالة قدرهم وعظم شأنهم
وإخلاصهم ...
عن أبي الحسن علي بن أحمد الدلال القمي
قال : اختلفت جماعة من الشيعة في أن الله عز وجل فوض إلى الأئمة صلوات الله عليهم
أن يخلقوا ويرزقوا فقال قوم : هذا محال لا يجوز على الله تعالى ، لأن الأجسام لا
يقدر على خلقها غير الله عز وجل ، وقال آخرون : بل الله أقدر الأئمة على ذلك وفوض
إليهم فخلقوا ورزقوا ، وتنازعوا في ذلك نزاعاً شديداً ، فقال قائل : ما بالكم لا
ترجعون إلى أبي جعفر محمد بن عثمان فتسألوه عن ذلك ليوضح لكم الحق فيه ، فإنه
الطريق إلى صاحب الأمر ، فرضيت الجماعة بأبي جعفر وسلمت وأجابت إلى قوله ، فكتبوا
المسألة وأنفذوها إليه ، فخرج إليهم من جهة توقيع ، نسخة :
إن الله تعالى هو الذي خلق الأجسام ، قسم
الأرزاق لأنه ليس بجسم ولا حال في جسم ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
وأما الأئمة عليهمالسلام ، فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق ، ويسألونه
فيرزق إيجابا لمسألتهم وإعظاماً لحقهم [١].
فهذه الرواية ناظرة إلى نفي التفويض
بالمعنى المتعارف المستلزم لسلب القدرة عن الله تعالى الذي يقوله المفوضة ، ومما
يدل على ذلك الرواية الآتية :