جوابه
: إنّ المراد من الوليّ : الناصر ، فإنّ الوليّ لفظ مشترك ، يقال للمتصرّف ،
والناصر ، والمحبّ ، والأولى بالتصرّف ، كوليّ الصبيّ والمرأة.
والمشترك إذا تردّد بين معانيه ، يلزم
وجود القرينة للمعنى المطلوب منه ، وهاهنا كذلك ، فلا يكون هذا نصّا على إمامة
عليّ ، فبطل الاستدلال به.
وأمّا القرائن على أنّ المراد بالوليّ :
الناصر ـ في الآية ـ لا الأولى والأحقّ بالتصرّف ؛ لأنّه لو حمل على هذا لكان غير
مناسب لما قبلها ، وهو قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ
أَوْلِياءُ بَعْضٍ )[٢] ، فإنّ
الأولياء هاهنا : الأنصار ، لا بمعنى الأحقّين بالتصرّف ..
وغير مناسب لما بعدها ، وهو قوله تعالى
: ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ
وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ )[٣]
، فإنّ التولّي هاهنا بمعنى المحبّة والنصرة.
فوجب أن يحمل ما بينهما على النصرة أيضا
؛ ليتلاءم أجزاء الكلام.
* * *
[١] إبطال نهج
الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٢ / ٤٠٨.