لا يبعد أنّ الوليّ مشترك معنى ، موضوع
للقائم بالأمر ، أي الذي له سلطان على المولّى عليه ـ ولو في الجملة ـ ، فيكون
مشتقّا من الولاية ، بمعنى السلطان.
ومنه : وليّ المرأة والصبي والرعيّة ،
أي القائم بأمورهم وله سلطان عليهم في الجملة.
ومنه أيضا : الوليّ : بمعنى الصديق
والمحبّ ، فإنّ للصديق ولاية وسلطانا في الجملة على صديقه وقياما بأموره.
وكذا الناصر بالنسبة إلى المنصور ،
والحليف بالنسبة إلى حليفه ، والجار بالنسبة إلى جاره .. إلى غير ذلك [١].
فيحنئذ يكون معنى الآية : إنّما القائم
بأموركم هو الله ورسوله وأمير المؤمنين ، ولا شكّ أنّ ولاية الله تعالى عامّة في
ذاتها ، مع أنّ الآية مطلقة فتفيد العموم بقرينة الحكمة [٢] ، فكذا ولاية النبيّ والوصيّ ..
فيكون عليّ عليهالسلام هو القائم بأمور المؤمنين ، والسلطان
عليهم ، والإمام
[١] انظر مادّة «
ولي » في : لسان العرب ١٥ / ٤٠١ ـ ٤٠٣ ، تاج العروس ٢٠ / ٣١٠ ـ ٣١٦.
[٢] قرينة الحكمة :
هي أنّه إذا كان المتكلّم الحكيم في مقام بيان مراده الجدّي ، وكان ملتفتا إلى
انقسامات موضوع حكمه ، ولم يقم قرينة على إرادة خصوصية منها ، كان كلامه ظاهرا في
الإطلاق بحكم العقل ، ويعمّ كلّ الانقسامات ؛ لأنّه لو أراد شيئا منها بخصوصه كان
مقتضى الحكمة إقامة القرينة على ذلك.