نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 189
الأحاديث والاخبار
فيمكن الدولة العباسية ، كما كان ممكناً للدولة الأموية من قبل ، وكما كان ممكناً
إلى خليفة أن يقتل أي عالم أو أي انسان لأي سبب يراه دون بيان الأسباب ، فحسبت
الثقافة التاريخية المستقرة بالنفوس ليس أمام المسلم الا الالتزام بالطاعة ، أو
مواجهة الموت ، وقد فهم علماء دولة الخلافة مضامين هذه الثقافة وقواعد اللعبة ،
فلم يحرجوا الدولة ، ولم يحرجوا أنفسهم فقاموا بعملهم ضمن الإطار العام لهذه
اللعبة الرهيبة.
التمييع ومحاولة
تفريغ النصوص من مضامينها
بحثنا هذه الناحية من قبل ، ولا بأس من
بحثها بمنتهى الاختصار لغايات الربط المحكم للبحث
١ ـ المهدي رجل مجهول الهوية والاسم ولا
يعرف له نسب في العرب ، إنما هو مجرد شخص من الأمة ، هذه مضامين حديث من الأحاديث
التي تدخلت الدولة العباسية بوضعها ، أو أحد الأحاديث التي رواها طاقم معاوية ،
ووجدها العلماء مكتوية وجاهزة ، وما يدرينا أن العلماء لم يقووا على مواجهة العامة
بحقيقة ؛ أن المهدي من ذرية النبي ومن آل على لأن العامة قد أُشربت الثقافة
التاريخية وفقه الهوى ، فكان لا بد من اعداد العامة لتقبل حقيقة المهدي بالتمهيد
بهذا العموم العجيب ، وقد ورد حديثان بهذا المضمون أشرنا اليهما بالبحوث السابقة.
٢ ـ يبدو أن الحديث الاول قد أثار ردة
فعل وتساؤلات مثل : لماذا لا يكون المهدي من ذرية الخليفة الأول ، أو الثاني أو
الثالث ، أو من ذرية معاوية أو الحكم بن العاص ، أو من ذرية العباسيين على الأقل ،
لقد أحدث الحديث الأول بلبلة فرووا حديثاً ينفي أن يكون المهدي من أمة محمد كلها ،
ويبين بأن المهدي هو المسيح ابن مريم ، وهذه أول مرة يُذكر فيها اسم المهدي «
المسيح ابن مريم » وما يدرينا أيضاً ان هذا الحديث من الأحاديث التي روتها طواقم
رواة معاوية بعد أن تيقنوا من أن المهدي من ذرية النبي وآل علي ، فأرادوا أن
يصرفوا هذا الشرف
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 189