نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 23
وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ )[١]
وذلك يمنحه الصمود أمام مصائب الحياة ومصاعبها وأحداثها المفجعة ، فلا
يستسلم للحوادث ، ولا يقع فريسة للاضطراب والقلق والضياع ، بل يوطّن نفسه
على الصبر متذكّراً الموت وقيامه بين يدي الله تعالى رجاء السعادة الأبدية ،
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «
أكثروا ذكر الموت ويوم خروجكم من القبور ، وقيامكم بين يدي الله تعالى ، تهون عليكم المصائب »[٢].
فالمعاد عقيدة ترمي إلى سعادة الأنسان
وتوجيه ملكاته النفسية نحو الفضيلة والكمال ، لأنّ الفوز بالدار الآخرة
يتطلّب التحلّي بالفضائل والمكارم التي يكتسبها الإنسان ، باعتدال نفسه
وتوسّطها بين طرفي الإفراط والتفريط من كلّ قوة غضبية أو شهوانية ، وسلوكه
الطريق المؤدي إلى نيل الفضيلة وتجنب الرذيلة على اختلاف أنواعها ، لما
فيها من الذلّ والهوان في الحياة الدنيا ، وما يترتّب عليها ممّا لا يحمد
عقباه من الخزي وعذاب النار في الدار الآخرة ، وبذلك تُهيَّأ له الأرضية
للسير في مدارج الكمال.
ومهما امتلك الانسان المعاصر من تقنية
متطوّرة وأدوات حضارية مكّنته من السيطرة على قوى الطبيعة المختلفة ، إلّا
أنها أثبتت فشلها من أن تمسك بزمام النفس الإنسانية ، وأن تروّضها في طريق
الكمال المطلوب ، وعجزت بالتالي من أن تحول دون انتشار عوامل الانحراف
والفساد والاضطراب والقلق التي اتسعت أمواجها وانتشرت آثارها في أكثر بلدان