نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 22
أمّا الذين لا يؤمنون بالآخرة ولا يرجون
لقاء الله ، فقد رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها وركنوا إليها ، فاستولت
عليهم الرغبات ، وامتلكتهم الأهواء ، فاستعبدت ذواتهم ، وحطّمت نفوسهم ،
فتراهم يلهثون وراء الحطام الدنيوي الزائل ، لأنّه وسيلتهم لتحصيل السعادة ،
وتحقيق سبيل الرفاه والعيش الرغيد والأماني والرغبات قبل الرحيل إلى عالم
الموت ، الذي يعني العدم والفناء في اعتقادهم.
ومن هنا تراهم يشعرون بالاضطراب وعدم
الاستقرار ، خشية من انتهاء الرزق قبل الموت ، وعدم تحصيل أسباب السعادة
والرفاه قبل الفوت ، فينتابهم الهمّ والأسى لأدنى فشل في الحياة ، وتشقى
نفوسهم بالمتاعب الدنيوية التي لم يحصلوا على عوضٍ أو ربحٍ لقاءها ، فتكون
الدنيا في أعينهم سوداء قاتمة وعبثاً لا معنى له ، وقد يلـجـأون إلى
الانتحار فراراً من الواقع المؤلم ، لأنهم عميٌّ لا يبصرون ، أعمتهم الدنيا
من أن يبصروا طريق الحق والخير والكمال.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «
إنما الدنيا منتهى بصر الأعمى ، لا يبصر مما وراءها شيئاً ، والبصير ينفذها
بصره ، ويعلم أنّ الدار وراءها ، فالبصير منها شاخص ، والأعمى إليها شاخص ،
والبصير منها متزوّد ، والأعمى لها متزوّد »[١].
وعلى عكس ذلك يعتقد المؤمن وبنفس مطمئنة
أن السعادة لا تقتصر على هذه الحياة الدنيوية ومتاعها المحدود ، وأن الذي عند الله سبحانه هو أكثر خيراً وأبقى أثراً (
وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا
[١]نهج البلاغة /
صبحي الصالح : ١٩١ ـ الخطبة (١٣٣).
نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 22