نام کتاب : الغدير في الكتاب والسنّة والأدب نویسنده : العلامة الأميني جلد : 1 صفحه : 352
وتعدية بحسب صيغها
المختلفة ، إن اتحاد المعنى أو الترادف بين الألفاظ إنما يقع في جوهريات المعاني
لا عوارضها الحادثة من أنحاء التركيب وتصاريف الألفاظ وصيغها ، فالاختلاف الحاصل
بين المولى والأولى بلزوم مصاحبة الثاني للباء وتجرد الأول منه إنما حصل من ناحية
صيغة أفعل من هذه المادة كما أن مصاحبة من هي مقتضى تلك الصيغة مطلقا ، إذن فمفاد
فلان أولى بفلان ، وفلان مولى فلان واحد حيث يراد به الأولى به من غيره. كما أن (
أفعل ) بنفسه يستعمل مضافا إلى المثنى والجمع أو ضميرهما بغير أدات فيقال : زيد
أفضل الرجلين أو أفضلهما ، وأفضل القوم أو أفضلهم ، ولا يستعمل كذلك إذا كان ما
بعده مفردا فلا يقال : زيد أفضل عمرو ، وإنما هو أفضل منه ، ولا يرتاب عاقل في
اتحاد المعنى في الجميع ، وهكذا الحال في بقية صيغ أفعل كأعلم وأشجع وأحسن وأسمح
وأجمل إلى نظائرها.
قال خالد بن عبد الله الأزهري في باب
التفضيل من كتابه التصريح : إن صحة وقوع المرادف موقع مرادفه إنما يكون إذا لم
يمنع من ذلك مانع ، وههنا منع مانع وهو الاستعمال ، فإن إسم التفضيل لا يصاحب من
حروف الجر إلا ( من ) حاصة ، وقد تحذف مع مجرورها للعلم بها نحو : والآخرة خير
وأبقى.
على أن ما تشبث به الرازي يطرد في غير
واحد من معاني المول التي ذكرها هو وغيره ، منها ما أختاره معنى للحديث وهو :
الناصر. فلم يستعمل هو مولى دين الله مكان ناصره ، ولا قال عيسى على نبينا وآله
وعليه السلام : من موالي إلى الله. مكان قوله : من أنصاري إلى الله ، ولا قال
الحواريون : نحن موالي الله. بدل قولهم : نحن أنصار الله.
ومنها الولي فيقال للمؤمن : هو ولي الله
ولم يرد من اللغة مولاه ، ويقال : الله ولي المؤمنين ومولاهم. كما نص به الراغب في
مفرداته ص 555.
وهلم معي إلى أحد معاني المولى المتفق
على إثباته وهو المنعم عليه فإنك تجده مخالفا مع أصله في مصاحبة ( على ) فيجب على
الرازي أن يمنعه إلا أن يقول : إن مجموع اللفظ وأداته هو معنى المولى لكن ينكمش
منه في الأولى به لأمر ما دبره بليل.
وهذه الحالة مطردة في تفسير الألفاظ
والمشتقات وكثير من المترادفات على
نام کتاب : الغدير في الكتاب والسنّة والأدب نویسنده : العلامة الأميني جلد : 1 صفحه : 352