responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 342

الأمر الثالث:حقيقة الشفاعة و أقسامها

للشفاعة أصل واحد يدل على مقارنة الشيئين، من ذلك الشفع، خلاف الوتر، تقول كان فردا فشفّعته. [1]

فإذا كان مقوم الشفاعة، انضمام شيء إلى شيء في مقام التأثير، فهي تنقسم الى الأقسام التالية:

شفاعة تكوينية،شفاعة قيادية، و شفاعة مصطلحة بين الناس.

1 - الشفاعة التكوينية

قد عرفت في مباحث التوحيد أن المظاهر الكونية،بحكم أنّها ممكنة الوجود،غير مستقلة في ذاتها، و لكنها مع ذلك قائمة على أساس علل و معاليل سائدة فيها.

و على ضوء ذلك فتأثير كل ظاهرة كونية في أثرها، و معلولها،بإذنه سبحانه، ولا يتحقق إلا مقترناً به، ولأجل ذلك سمّى سبحانه السبب الكوني، شفيعاً، لأنّ تأثيره مشروط بأن يكون إذنه سبحانه منضماً إليه، فيؤثران معا.

يقوله سبحانه:(إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّموَاتِ وَ الأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّام ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيع إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ)[2] والمراد من الشفيع هو الأسباب والعلل المادية الواقعة في طريق وجود الأشياء و تحققها.و إنما سميت العلة شفيعاً، لأجل أنّ تأثيرها يتوقف على إذنه سبحانه، فهي مشفوعة إلى إذنه، حتى تؤثر و تعطي ما تعطي .


[1] المقاييس،ج 3،ص 201 .

[2] سورة يونس :الآية 3.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست