responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 329

هذا، و انّ المتبادر من الآيات و الروايات أنّ التوبة بنفسها مسقطة للعقاب، يقول سبحانه: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَة ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[1] فان ّ الظاهر منه أن نفس التوبة تجرّ الغفران، و غير ذلك من الآيات، و هذا الأمر من المسائل القرآنية الواضحة.

و أما حقوق اللّه، فيتبع هناك لسان الدليل الشرعي، فربما تكون التوبة مسقطة للحدّ كما في قوله سبحانه:

( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الاَْرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِنْ خِلاَف أَوْ يُنفَوْا مِنَ الاَْرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الاْخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[2] فالاستثناء صريح في أنّ التوبة تُسقط الحدّ الوارد في الآية.

قال المحقّق الحلّي: «انّ شارب الخمر اذا تاب قبل قيام البينة، يسقط الحد، وإن تاب بعدها لم يسقط»[3] و قال: «اذا تاب اللائط قبل قيام البيّنة سقط الحدّ و لو تاب بعده لم يسقط»[4].

الأمر السابع ـ قبول التوبة واجب على اللّه أو لا ؟

لا شكّ أنّ التوبة تسقط العقاب، و هو مما أجمع عليه أهل الاسلام. و انما الخلاف في أنّه هل يجب على اللّه قبولها بحيث لو عاقب بعد التوبة كان ظالماً أو هو تفضل منه سبحانه، و كرم ورحمة منه بعباده؟


[1] سورة الانعام: الآية 54 .

[2] سورة المائدة: الآيتان 33 ـ 34 .

[3] شرائع الاسلام، كتاب الحدود، الباب الرابع في حدّ المسكر.

[4] المصدر السابق، الباب الثاني، في أحكام اللواط.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست