نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 4 صفحه : 272
«لايبقى برّ ولا فاجر إلاّ دخلها، فتكون على المؤمن برداً وسلاماً، كما كانت على إبراهيم، حتى أنّ للنار ضجيجاً من بردهم، ثم ينجّي الله الذين اتّقوا ويذر الظالمين فيها جثيّا»[1].
الحجاب هو الستر المتخلل بين الشيئين يستر أحدهما من الآخر، والضمير في قوله:(بَيْنَهُما)، راجع إلى أصحاب الجنة والنار، المذكورين في الآية المتقدمة .
والأعراف أعالي الحجاب والتلال من الرمل، والعرف للديك، وللفرس، هو الشعر فوق رقبته، وأعلى كل شيء، ففيه معنى العلو، والآية تدلّ على أنّ في أعالي الحجاب الّذي بين الجنة والنار، رجال يعرفون أهل الجنة والنّار بعلائمهم وهم مشرفون على الجانبين، لا رتفاع موضعهم. وظاهر السياق أنّ هؤلاء الرجال منحازون عن الطائفتين متمايزون عن جماعتهم، فيكون بذلك أهل الجمع منقسمين إلى طوائف ثلاث: أصحاب الجنة، وأصحاب النار، وأصحاب الأعراف .
ثم إنّه وقع الكلام في معرفة من هم هؤلاء الرجال [3]، والتدبّر في الآيات يعطي أنّهم جمع من عباد الله من غير الملائكة، هم أرفع مقاماً وأعلى منزلة من