responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 222

الأرض، أو للقدرة على الحركة والتكلم، كما في الأصنام، وغيرذلك .

الأمر الثانى ـ هل الموت أمر عدمي؟

إن ملاحظة المعنى اللغوي، والاستعمال القرآني للفظ الموت، يفيد أنّ الموت أمرٌ عدمى، ولكنه من زاوية أُخرى، ليس أمراً عدمياً في موت الإنسان، وذلك لو فسّر الموت بقبض الملائكة الطاقات الحسية الموجودة في الإنسان، فإنّه أمرٌ وجوديٌ، وإن كانت النتيجة أمراً عدمياً.

ويمكن جعله أيضاً من الأمور الوجودية ـ في الإنسان، بمعنىً آخر، وهو أنّ الموت نافذة على الحياة الجديدة، وانتقال من منزل إلى منزل، وإلى ذلك لمحات في كلام الأئمة الأطهار من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله .

يقول الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه السَّلام ـ: «أيّها الناس، إنّا خلقنا وإيّاكم للبقاء، لا للفناء لكنكم من دار إلى دار تنقلون [1].

ويقول سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليه السَّلام ـ مخاطباً أنصاره يوم عاشوراء ـ : «صبراً بني الكرام، فما الموت إلاّ قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضرّاء الى الجنان الواسعة، والنعيم الدائمة، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟»[2].

ويمكن جعله أمراً وجودياً أيضاً، ببيان ثالث، وهو أنّ الموت حّد الحياة الدنيوية، وجدارها الذي إليه تنتهي.

أضف إلى ذلك أنّ الموت ربما يوصف بكونه أمراً عدمياً اذا نسب إلى الجسم، وأمّا إذا نسب إلى الروح فلا يمكن تفسيره إلاّ بأمر وجودي، وهو انتقالها من مرحلة إلى مرحلة.


[1]الإرشاد، للشيخ المفيد،ص 127.

[2]معاني الأخبار، للصدوق، ص 289.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست