responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 181

التي كانت تدفع المشركين إلى إنكار المعاد، ثم التعلل له بحجج واهية، وإليك بيانها.

الباعث الأوّل ـ التحلل من القيود والحدود

إنّ الإيمان بالمبدأ والمعاد، لا يتلخص في الإقرار اللساني، بل المؤمن يحمل مسؤولية خاصة أمام الله سبحانه في الحياة الدنيوية، ولازم هذه المسؤولية، الالتزام بحدود وقيود تصُدُّه عن التحلل والإلفراط في الملاذ والشهوات والإنهماك في إشباع الغرائز الحيوانية. وقد كان الالتذاذ واتّباع الهوى، غاية المنى لأكثر المنكرين، وكان يسود عليهم سيادة الإله على خلقه، قال سبحانه: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً )[1].

و لمّا كان الاعتقاد بالمعاد، مناف لهذا المبدأ الحيواني، أنكروه بحجج واهية يأتي الإشارة إليها، ويشير الذكر الحكيم إلى هذا الباعث، بقوله:

(أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ * بَلْ يُرِيدُ الإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ * يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ)[2].

فالآية الأُولى تذكر معتقدهم وإنكارهم، والآية الثانية تذكر باعث إنكارهم، وأنّه ليس هو ما يتظاهرون به من عدم إمكان جمع العظام، وإنّما هو رغبتهم في أن يرفعوا كل عائق يحدّ من انغماسهم في الملذات، وكلّ رادع يصدّهم عن إرضاء الغرائز البهيميّة. وقوله: (لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ)، بمعنى ليشقّ أمامه، و لا يرتدع بشيء من القوانين والتشريعات.

الباعث الثاني ـ صيانة السلطة

إنّ السنّة السائدة عند أصحاب السلطة هي استعباد غيرهم واضطهاد حقوقهم، كما أنّ السنّة السائدة على المترفين في الحياة الدنيا، هي الانهماك في


[1] سورة الفرقان: الآية 43.

[2] سورة القيامة: الآيات 3 ـ 6.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست