responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 121

بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[1].

و الإمامة التي يتبناها المسلمون بعد رحلة النبي الأكرم، تتّحد واقعيتها مع هذه الإمامة.

* * *

الثاني ـ ما هو المراد من الظالمين؟

الظُلم في اللغة هو وضع الشيء في غير موضعه، ومجاوزة الحدّ الذي عيّنه العرف أو الشرع، فالمعصية، كبيرها وصغيرها، ظلم، لأنّ مقترفهما يتجاوز عن الحدّ الذي رسمه الشارع.

و الظلم له مراتب، والمجموع يشترك في كونه تجاوزاً عن الحدّ، ووضعاً للشيء في غير الذي موضعه.

و لما خلع سبحانه ثوب الإمامة على خليله، ونصبه إماماً للناس، ودعا إبراهيم أن يجعل من ذريته إماماً، أجيب بأنّ الإمامة وثيقة إلهية، لا تنال الظالمين، لإنّ الإمام هو المطاع بين الناس، المتصرف في الأموال والنفوس، وقائد المجتمع إلى السعادة، فيجب أن يكون على الصراط السويّ، حتى يكون أمره، ونهيه، وتصرّفه، وقيادته، نابعة منه. والظالم المتجاوز عن الحدّ، لا يصلح لهذا المنصب.

إنّ الظالم الناكث لعهد الله، والناقض لقوانينه وحدوده، على شفا جرف هار، لا يؤتمن عليه، ولا تلقى إليه مقاليد الخلافة، ولا مفاتيح القيادة، لأنّه على مقربة من الخيانة والتعدّي، وعلى استعداد لأن يقع أداةً للجائرين، لأنّه على مقربة من الخيانة والتعدّي، وعلى استعداد لأن يقع أداةً للجائرين، فكيف يصحّ في منطق العقل أن يكون إماماً مطاعاً نافذاً قوله، مشروعاً تصرّفه، إلى غير ذلك من لوازم الإمامة؟.

إنّ بعض المناصب والمقامات، تُعيَّن شروطُها بالنظر إلى ماهيتها وواقعيتها،


[1] سورة البقرة: الآية 247.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست