نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 4 صفحه : 120
سبحانه على عبده يوسف، ليس النبوة، بل الحاكمية، حيث صار أميناً مكيناً في الأرض. فقوله: (وَ عَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ)، إشارة إلى نبوته، والملك إشارة إلى سلطته وقدرته.
2ـ ويقول سبحانه في داود ـ عليه السَّلام ـ : (وَآتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ)[1]. ويقول سبحانه: (وَ شَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ )[2].
3ـ ويحكي الله تعالى عن سليمان أنّه قال: (وَ هَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَحَد مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )[3].
فملاحظة هذه الآيات يفسّر لنا حقيقة الإمامة، وذلك بفضل الأمور التالية:
أ ـ إنّ إبراهيم طلب الإمامة لذريته، وقد أجاب سبحانه دعوته في بعضهم.
ب ـ إنّ مجموعةً من ذريته، كيوسف وداود وسليمان، نالوا ـ وراء النبوة والرسالة ـ منصب الحكومة والقيادة.
ج ـ إنّه سبحانه أعطى آل إبراهيم الكتاب، والحكمة، والملك العظيم.
فمن ضمّ هذه الأُمور بعضها إلى بعض، يخرج بهذه النتيجة: إنّ ملاك الإمامة في ذريّة إبراهيم، هو قيادتهم وحكمهم في المجتمع، وهذه هي حقيقة الإمامة، غير أنّها ربما تجتمع مع المقامين الآخرين، كما في الخليل، ويوسف، وداود، وسليمان، وغيرهم، وربما تنفصل عنهما، كما في قوله سبحانه: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ