وأمّا علّة اختلاف الأنبياء في أصناف المعاجز، فقد قدمنا ذكره في صدر هذا الفصل.
5 ـ وصف معاجز النبي بالسحر
إنّ هناك آيات تصرّح بأنّ المشركين كلما رأوا من الرسول آية، وصفوها بالسحر. قال سبحانه:(وَ إِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ * وَ قَالُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ)[1].
إنّ تنكير (آية)، واستعمال (رأوا)، دليلٌ على أنّ المقصود من الآية، غير القرآن من المعاجز، وإلاّ لكان المناسب تعريف الآية، ووصفها بالسماع أو النزول.
وهذه الآية نظير قوله سبحانه: (وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَة لاَ يُؤْمِنُوا بِهَا)[2].
6 ـ النبيُّ الأعظم وبيِّناته
يشير القرآن الكريم إلى أنّ النبيَّ الأعظم بُعث مع البينات، والمراد منها المعاجز، كما تشهد به الآيات الأُخر.
قال سبحانه: (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَ شَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَ جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَ اللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[3].
و «البيِّنات» جمع «البيِّنة»، وهي الدليل على الشيء، وربما يحتمل أنّ المراد هو القرآن، أو البشائر الواردة في الكتب النازلة قبله حول النبي، ولكن