responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 2  صفحه : 65

ولأجل وجود الصلة الشديدة بين التدبير و الخلق نرى أنه سبحانه بعدما يذكر مسألة خلق السَّماوات و الأرض يطرح مسألة تسخير الشمس و القمر[1] الذي هو نوع من التدبير.

و من هذا الطريق يوقفنا القرآن الكريم على حقيقة التدبير الذي هو نوع من الخلق و قد عرفت أن لا خالق إلاّ الله.

2. وحدة النظام دليل على وحدة المُدَبِّر

إنَّ مطالعة كل صفحة من صفحات الكتاب التكويني العظيم يقودنا إلى وجود نظام موحّد، و كأنَّ أوراق الكتاب التكوينيـ على غرار الكتاب التدويني ـ شُدّ بعضها إلى بعض بيد واحدة و أُخرجت في صورة موحدة.

إنَّ القوانين و السنن الحاكمة على الموجودات الطبيعية كليّة و شاملة، بحيث لو أُتيح لأحد أن يكشف ناموساً طبيعياً في نقطة من نقاط الكون فهو يكشف قانوناً كلياً سائداً على النظام من غير فرق بين أرضِيّه و فَلَكِيّه.

إنَّ وحدة النظام و شمول السنن تقودنا إلى موضوعين:

1. ليس للعالم إلاّ خالق واحد.

2. ليس للعالم إلاّ مُدَبّر واحد.

و عند ذلك يتجلى مفاد قوله سبحانه:(ألا لَهُ الخَلْقُ و الأَمْرُ تَبَارَك الله رَبُّ العالَمِينَ)[2].

إنَّ جملة «له الخلق» إشارة إلى التوحيد في الخالقية.

وجملة «والأمر» إشارة إلى التوحيد في التدبير الذي هو نوع من الحاكمية.

و باختصار، إنَّ وحدة النظام وانسجامه و تلاحمه لا تتحقق إلاّ إذا كان الكون بأجمعه تحت نظر حاكم و مدبر واحد، و لو خضع الكون لإِدارة مدبرين،


[1] سورة الأعراف: الآية54، سورة الرَّعد: الآية2.
[2] سورة الأعراف: الآية 54.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 2  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست