responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 1  صفحه : 76

و الكهرباء إلى الضوء و الصوت و الحرارة.

فبذلك عُلِمَ أَنَّ بين المصطلحين بوْناً شاسعاً، فأَين العلة التي يستعملها الإِلهي في مفيض الوجود بمادته و صورته، من العلة التي يستعملها المادي في موجد الحركة في المادة أَو في المادة القابلة للتحول إِلى شيء آخر!!.

والذي دعى المادي إلى تفسير العلَّة بهذا المعنى هو اعتقادُه بِقدَمِها و قِدَمِ الطاقاتِ الموجودة فيها و غناها عن مُوجِدِها. و هذا بخلاف الأِلهي المعتقد لحدوث المادة و سَبْقِها بالعدَم، فلها علّة فاعلية مخرجة لها من العدم إِلى الوجود.

و إِلى ذينك الإِصطلاحين أَشارَ الحكيم الإِلهي السبزواري بقوله:

معطي الوجود في الإِلهي فاعل * معطي التحرك الطبيعي قائل

نعم ربما يستعمل الإِلهي لفظة العلّة في معطي الحركة و مُوجِدِها و إِنْ لم يُوجِد المادةَ و صورتَها، فيقول: إِنَّ النجارَّ علةٌ للسرير، و النارَ للإِحراق، توسعاً في الإِصطلاح.

و إلى ما ذكرنا يشير قوله سبحانه: (أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ * ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَـالِقُونَ *... أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ *... أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * ءَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِـؤُونَ)[1].

و لا شك أنَّ للإِنسان دوراً في تكوُّن الإنسان و الزرعِ و الشجرِ، ولله سبحانه أيضاً دوراً. ولكنَّ دورَ الإِنسان لا يتجاوز كونَه فاعلا بالحركة حيث


[1] سورة الواقعة: الآيات 58، 59، 63، 64، 71، 72.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست