responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 1  صفحه : 75

بقيت هنا نكاتٌ يجب التنبيهُ عليها:

الأُولى - العلة عند الإِلهي و العلة عند المادي.

إِنَّ كُلاًّ من الإِلهي و المادي يستعمل كلمة العلّة و كلٌّ يريد منه معنى مُغَايراً لما يريدُه الآخر.

فالعلّة عند الإِلهي هي مفيضُ الوجودِ على الاشياءِ و مُخرِجُها من العدم، و مصيِّرها موجودةً بعد أَنْ كانت معدومة - فعند ذلك يكون المعلولُ بمادته و صورته و بجميع شؤونه منوطاً بها، فالعلة هي التي تعطي المادة وجودها و صورتها و كل شؤونها و هي التي - بالتالي - تخرجها من ظلمة العدم إلى حيّز التحقّق.

و للتوضيح نمثل لذلك بالصور الذهنية و النفسِ الإِنسانية. إِنَّ النفسَ تُوجِد الصورَ في الذهن و تُكَوِّنُها فيه. نعم، النفسُ تستعين في خلقها لبعض الصور بأَمثلة خارجية محسوسة ولكنها قد تخلق أَحياناً صوراً في الذهن لا مثيل لها في الخارج كالمفاهيم الكليّة مثل مفهومي الإِنسان و الإِمكان.

و على ذلك فالعلّة التي يقصدها الإِلهي هي ذلك. و بالتالي إنَّ الخالق خَلَقَ المادة و أَفاض عليها صُوَرَها و أَحاطها بشبكة من النظام البديع الذي لم يكن قبل ذلك قط.

و أَما العلةُ عند المادي فهي المُوجِد للحركة و التفاعلات في المادة، كالنجار الّذي يجمع الأخشاب من هنا و هناك و يضم بعضها إلى بعض بنحو خاص فتصيرُ على هيئة الكرسي، أو كالبنّاء الذي يجمع الأحجَار و الطين من هنا و هناك و يرتِّبُها بهندسة خاصة فتصير جداراً و بناءً، أو كالنَّار التي توجب غليان الماء و تُحَوِّلُه إلى بخار.

و ربما يتوسع الماديّ في استعمال كلمة العلّة فيطلقُها على نفس المادة المتحولة إِلى مادة أخرى كالحطب إلى الرماد، و الوَقود إلى الطاقة،

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست