نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 1 صفحه : 43
برهان النَّظم بتقرير ثان
الإِنسجام آية دخالة الشعور في وجود الكون
إِنَّ التقرير السابق لبرهان النَّظم كان يعتمد على ملاحظة كل ظاهرة مادية، مستقلة و منفصلة عن سائر الظواهر، فالنظام السائد على الخلية منفصلا عن سائر الظواهر، كان محل البحث و النظر.
و مثله سائر الظواهر المادية ذات الأَنظمة البديعة كحركة الشمس و القمر و غيرها، غير أَنَّه يمكن تقرير هذا البرهان بشكل آخر يعتمد على الإِنسجام السائد على العالم، و الإِتصال البديع بين أَجزائه فيستدل بالإِنسجام و الإِتصال على أَنَّ ذاك النظام المتصل المنسجم إِبداع عقل كبير و علم واسع، و لولا وجوده لما تحقق ذلك النظام المعجب المتصل المتناسق.
إِنَّ الأبحاث العلمية كشفت عن الإِتصال الوثيق بين جميع أَجزاء العالم و تأثير الكل في الكل، حتى أَنَّ صفصفة أَوراق الشجر غير منقطعة عن الريح العاصف في أقاصي بقاع الأرض و حتى أَنَّ النجوم البعيدة التي تحسب مسافاتها بالسنين الضوئية، مؤثرة في حياة النبات و الحيوان و الإِنسان، و هذا الإِنسجام الوثيق، الذي جعل العالم كمعمل كبير يشدّ بعضه بعضاً، أَدل
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 1 صفحه : 43