نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 1 صفحه : 213
غير مخلوق للبشر، و في الوقت نفسه هو مخلوق لله سبحانه، فهذا أمر لا ينكره مسلم. فإِنَّ القرآن مخلوق لله سبحانه و الناس بأَجمعهم لا يقدرون على مثله. قال سبحانه: (قُل لَّـئِنِ اجْتَمَعَتِ الاِْنسُ وَ الْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض ظَهِيرًا)[1].
و هذا التحليل يُعْرِبُ عن أنّ المسألة كانت مطروحة في أجواء مُشَوّشة و قد اختلط الحابُل فيها بالنابِل و لم يكن محط البحث محرَّراً على وجه الوضوح حتى يعرف المُثْبَت عن المَنْفي، و يُمخض الحق من الباطل. و مع هذا التشويش في تحرير محل النزاع نرى أنَّ أهلَ الحديث و الأشاعرة يستدلون بآيات من الكتاب على قدم كلامه و كونه غير مخلوق. و إليك هذه الأدلة واحداً بعد واحد.
أَدلة الأَشاعرة على كون القرآن غير مخلوق
إستدلَّ الأَشعري بوجوه.
الدليل الأول: قوله سبحانه (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيء إِذَا أَرَدْنَـاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)[2]. قال الأشعري: و مما يدل من كتاب الله على أنَّ كلامه غير مخلوق قوله عز وجل: (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيء إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)[3].
فلو كان القرآن مخلوقاً لوجب أنْ يكون مقولا له «كن فيكون». و لو كان الله عز وجل قائلا للقول «كن» لكان للقول قول. و هذا يوجب أَحد أمرين: إِما أَنْ يؤول الأَمر إلى أَنَّ قول الله غير مخلوق، أو يكون كل قول واقعاً بقول لا إلى غاية و ذلك محال. و إذا استحال ذلك صحَّ و ثبت أنَّ لله عز وجل قولا غير مخلوق[4].
[1] سورة الإِسراء: الآية 88. [2] سورة النحل: الآية 40. [3] سورة النحل: الآية 40. [4] الإِبانة، ص 52 - 53.
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 1 صفحه : 213