نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 1 صفحه : 183
الصّفات الثبوتية الذتية
(8)
الأزلية و الأبدية
إِنَّ الأزليَّة و الأبديّة من صفاته سبحانه، كما أنَّ الأزليّ و الأبديّ من أسمائه. و قد يطلق. مكانهما القديم الباقي، فالقِدَم على الإِطلاق، والبقاء كذلك من صفاته، و عليه فهو سبحانه قديم أزلي، باق أبدي. و يطلق عليه الأولان لأجل أنَّه المصاحب لمجموع الأزمنة المحققة أو المقدرة في الماضي، كما يطلق عليه الآخران لأجل أنَّه الموجود المستمر الوجود في الأزمنة الآتية محققة كانت أم مقدرة. و ربما يطلق عليه السَّرمدي بمعنى الموجود المجامع لجميع الأزمنة السابقة و اللاَّحقة.
و باختصار إِنَّ توصيفه بالقديم الأزلي بالنسبة إلى الماضي، و بالباقي الأبدي بالنسبة إلى المستقبل. هذا ما عليه المتكلمون في تفسير هذه الأسماء و الصفات.
ولكن هذا التفسير يناسب شأن الموجود الزماني الذي يصاحب الأزمنة المحققة أو المقدرة، الماضية أو اللاحقة، والله سبحانه منزّه عن الزمان و المصاحبة له، بل هو خالق للزمان سابقه و لا حقِه، فهو فوق الزمان والمكان، لا يحيطه زمان و لا يحويه مكان. و على ذلك فالصحيح في التفسير أن يقال إنَّ الموجود الإِمكاني ما يكون وجوده غير نابع من ذاته، بل يكون مسبوقاً بالعدم و يطرأ عليه الوجود من قِبَل عِلّته، و يقابله واجب الوجود
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 1 صفحه : 183