responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 1  صفحه : 184

و هو ما يكون وجوده نابعاً من ذاته، وواجباً بذاته، يمتنع عليه تطرق العدم و لا يلابسه أبداً. و مثل ذلك لا يسبق وجوده العدم، فيكون قديماً أزلياً. كما يمتنع أن يطرأ عليه العدم، فيكون أبدياً باقياً.

و باختصار، ضرورة الوجود و حتميته طاردةٌ للعدم أزلا و أبداً و إلاَّ لا يكون واجب الوجود بل ممكنه، و هو خلف الفرض.

و أما برهان هذه الصفات الأربع التابعة لوجوب وجوده فقد مضى بيانه عند البحث عن لزوم انتهاء الموجودات الاِمكانية إلى واجب ضروري قائم بنفسه و بذاته، و إلاّ يمتنع ظهور الموجودات الامكانية و تحققها.

و أمَّا عدّ الأَزلي و الأبدي و القديم و الباقي من أسمائه سبحانه، فعلى القول بأنَّ أسماءه سبحانه توقيفية، لا يصح تسميته تعالى إلاّ بما ورد في الكتاب و السنَّة. و الذي ورد منها في الروايات المروية عن الرسول الكريم و الأئمة ـ عليهم السَّلام ـ هو الأخيران أعني «القديم» و «الباقي»، دون الأَوَّلَيْن، كما سيوافيك في آخر الفصل عند التعرض لأسمائه تعالى في الكتاب و السنَّة.

إلى هنا تم البحث عن الصفات الثبوتية الذاتية و هي لا تنحصر في الثمانية التي تعرضنا لها، فكل كمال يعد كمالا مطلقاً فهو تعالى متصف به، كما أنَّ كل نقص فهو منزه عنه. و كلُّ أسمائه التي وردت في الكتاب و السنَّة تشير إلى كماله تعالى و تدفع الحاجة و النقص عن ساحة قدسه، فلو أردنا توصيفه سبحانه بوصف واحد جَمْعيّ، فهو الكمال المُطلق أو الغِنى المحض. و إذا أردنا تفسير ذلك الكمال و الوصف الواحد الجامع لجميع الصفات، فيكفي جعل الصفات الثمان الثبوتية التي بحثنا عنها شرحاً له. و من هنا يجعل الإِسم الواحد من أسمائه سبحانه و هو «الله» رمزاً للذات المستجمعة لجميع الصفات الكمالية.

هذا كله حول صفاته الثبوتيَّة الذاتيَّة، و يقع البحث في الباب الثاني التالي حول صفاتِهِ الثبوتيَّة الفعليّة، و قد تقدم الفرق بينهما و تأتي الإِشارة إليه مجدَّداً.

***

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست