responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 1  صفحه : 177

الخاص.

2ـ روى صَفْوان بن يَحيى قال: قلت لأبي الحسن ـ عليه السَّلام ـ : «أخْبِرْني عن الإِرادة من الله، و من الخلق».

قال: فقال ـ عليه السَّلام ـ : «الإِرادة من الخلق الضمير، و ما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل، و أما من الله تعالى فإِرادته، إحداثه لا غير ذلك، لأنه لا يُروّي و لا يَهمّ و لا يتفكّر، و هذه الصفات منفية عنه، و هي صفات الخلق. فإِرادة الله الفعل لا غير ذلك، يقول له كن فيكون، بلا لفظ، ولا نُطْق بلسان، و لا هِمَّة، و لا تَفَكُّر و لا كَيْف لذلك، كما أنَّه لا كَيْف له»[1].

و هذه الرواية تتحد مع سابقتها في التفسير و التحليل. فالإِرادة التي كان البحث يدور عليها بين الإِمام والراوي هي الإِرادة بمعنى «الضمير و ما يبدو للمريد بعد الضمير من الفعل». و من المعلوم أنَّ الإِرادة بهذا المعنى سمة الحدوث، و آية الإِمكان، و لا يصح توصيفه سبحانه به. و لأجل ذلك ركّز الإِمام على نفيها بهذا المعنى عن الباري، فقال: «لأنه لا يروّي ولا يهمّ و لا يتفكّر».

ولكن - لأجل أن يتلقى الراوي مفهوماً صحيحاً عن الإِرادة يناسب مستوى عقليّته فسّر الإِمام الإِرادة، بالإِرادة الفعليّة، فقال: «فإِرادة الله الفعل لا غير ذلك، يقول له كن فيكون...». فمع ملاحظة هذه الجهات لا يصح لنا أن نقول إنَّ الإِمام بصدد نفي كون الإِرادة من صفات الذات، حتى بالمعنى المناسب لساحة قدسه سبحانه.

3ـ روى محمد بن مسلم عن أبي عبدالله ـ عليه السَّلام ـ قال: «المشيئة مُحْدَثَة»[2].

والهدف من توصيف مشيئته سبحانه بالحدوث هو إبعاد ذهن الراوي


[1] المصدر السابق، الحديث 3.
[2] الكافي، ج 1، باب الإِرادة، الحديث 7.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست