وبالنظر إلى هذا قالوا : الإيمان إعتقاد
بالجنان ، وإقرار باللسان ، وعمل بالإركان [١]
، ( من آمن بالله ورسوله وعمل صالحا ).
فكل مورد في القرآن اقتصر على ذكر
الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر ، يراد به الإسلام والإيمان بالمعنى الأول ، وكل
مورد اضيف إليه ذكر العمل الصالح يراد به المعنى الثاني.
والأصل في هذا التقسيم قوله تعالى : (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا
أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )[٢].
وزاده تعالى إيضاحاً بقوله بعدها : (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم
يرتابوا وجاهدوا باموالهم وأنفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون )[٣]
يعني : أن الايمان قول ويقين وعمل.
فهذه الأركان الأربعة هي اصول الإسلام
والإيمان بالمعنى الأخص عند جمهور المسلمين.
ولكن الشيعة الإمامية زادوا ( ركناً
خامساً ) وهو : الإعتقاد بالإمامة. يعني أن يعتقد : أن الإمامة منصب إلهي كالنبوة
، فكما أن الله سبحانه يختار من يشاء من عباده للنبوة والرسالة ، ويؤيده بالمعجزة
التي هي كنص من الله عليه (وربك يخلق
ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة )[٤] فكذلك يختار
[١] انظر : نهج
البلاغة ٣ : ٢٠٣|٢٢٧ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام
١ : ٢٢٦| ١ و ٢ ، أمالي الشجري ١ : ٢٤ ، جامع الأخبار : ١٠٣|١٧٢ ، سنن ابن ماجة ١
: ٢٥| ٦٥١ ، الفردوس بمأثور الخطاب ١ : ١١٠|٣٧١.