بزره ، فيصوره تلو
ذلك. ثم يريه اياه ايضا في وقت ذواه ويبسه ، فيصوره ، فيكون الدواء الواحد شاهده
الناظر اليه في الكتاب وهو على انحاء ما يمكن ان يراه في الارض ، فيكون تحقيقه له
اتم ، ومعرفته له ابين [١]
، قال زيدان : وذلك غاية ما يفعله الباحثون في هذا العلم اليوم [٢].
ويقول ابن ابي اصيبعة : « واطلع رشيد
الدين ابن الصوري ايضا على كثير من خواص الادوية المفردة ، حتى تميز على كثير من
اربابها ، واربى على سائر من حاولها ، واشتغل بها » [٣].
والظاهر ان ابن الصوري كان من الشيعة ،
لانه من اهل صور في جبل عامل ، الذي كان شيعيا من قديم الايام.
وعلى كل حال : .. فقد كان للمسلمين :
فضل كبير في الصيدلة ، وقد بذلوا الجهد في استجلاب العقاقير من الهند وغيرها ، منذ
ايام يحيى بن خالد البرمكي. وهم واضعوا اسس فن الصيدلة ، وهم اول من اشتغل في
تحضير الادوية والعقاقير ، فضلا عما استنبطوه من الادوية الجديدة ، وهم اول من الف
الاقرباذين [٤].
وكانوا يعتمدون اولا على اقرباذين سابور
بن سهل المتوفى سنة ٢٥٥ هـ حتى ظهر اقرباذين امين الدولة ابن التلميذ ، المتوفى
ببغداد سنة ٥٦٠ هـ [٥].
وفي حقل النبات لابد وان نذكر هنا ابن
البيطار الذي راح يقوم هو
[١] عيون الانباء ص
٧٠٣ ، وراجع تاريخ التمدن الاسلامي ، المجلد الثاني ص ٢٠٥.