التعاليم الصحية
التي جاءت عن نفس النبي (ص) قد كانت في غاية الدقة والمتانة ، ولا يمكن الاعتراض
عليها ، وقد وردت على شكل كلمات قصار يسهل حفظها على كل احد [١].
الصيدلة :
لقد نبغ المسلمون في الصيدلة ، واهتموا
بالنباتات ، ومعرفة خواصها ، وممن نبغ منهم في علم النبات ، ابن الصوري ، وابن
البيطار ، وابن ابي اصيبعة ، وغيرهم ، ويقولون ايضا : انهم هم الذين اخترعوا فن
الصيدلة ، وانشأوا حدائق نظامية لدراسة علم النبات والاعشاب في بغداد ، وغيرها من
المدن [٢]. وقد ادخل
المسلمون في المادة الطبية كثيرا من انواع الاعشاب والمعادن ، مما لو يكن معروفا
لغيرهم [٣].
وكان رشيد الدين ابن الصوري ، المتوفى
سنة ٦٣٩ ، صاحب كتاب الادوية المفردة الذي استقصى فيه ذكر الادوية المفردة ، وذكر
فيه ادوية اطلع على معرفتها ، ومنافعها لم يذكرها المتقدمون [٤] ـ كان رشيد هذا ـ يخرج لدرس الحشائش في
منابتها ، ويستصحب مصورا معه الاصباغ والليق على اختلافها ، وتنوعها ، ويتوجه الى
المواضع التي بها النبات في جبل لبنان وغيره من المواضع ؛ فيشاهد النبات ويحققه ،
ويريه المصور ؛ فيعتبر لونه ، ومقدار ورقه ، واغصانه واصوله ، ويصور بحسبها
بالدقة.
ثم انه سلك في تصوير النبات مسلكا مفيدا
، وذلك انه كان يرى النبات للمصور في ابان نباته وطراوته فيصوره. ثم يريه اياه
ايضا ، وقت كماله وظهور
[١] راجع : تمدن
اسلام وعرب ص ٦١٦ و ٦١٥ و ٦١٤ بتصرف.
[٢] مختصر تاريخ
العرب ص ٢٨٣ ، وراجع تاريخ التمدن الاسلامي المجلد الثاني.