التدبير البارد ،
كالفالج ، واللقوة ، والاسترخاء ، وغيرها ... والعرب [١] اول من استخدم المرقد ( البنج ) في
الطب ... وهم اول من استخدم الخلال ... وقد وجد محققوا الافرنج ان العرب [٢] اول من استخدم الكاويات على نحو
استخدامها اليوم ، وانهم اول من وجه الفكر الى شكل الاظافر في المصدرووين ، ووصفوا
علاج اليرقان ، والهواء الاصفر. واستعملوا الافيون بمقادير كبيرة لمعالجة الجنون.
ووصفوا صب الماء البارد لقطع النزف. وعالجوا خلع الكتف بالطريقة المعروفة في
الجراحة برد المقاومة الفجائي. ووصفوا ابرة الماء الازرق ، وهو قدح العين. واشاروا
الى عملية تفتيت الحصاة » [٣].
ويضيف كوستاف لوبون : ان المسلمين كانوا
يقومون بعلميات جراحية لاخراج الماء من العين ، ويقومون باخراج « جليدية » منها ..
كما ان الزهراوي قد قدم شرحا وافيا عن عملية تفتيت الحصاة ، واستعمال الماء البارد
لقطع نزف الدم ، واستعمال المكويات والفتائل للجراح ، والكي بالنار.
وكان المسلمون يعتمدون على قوانين
الوقاية الصحية كثيرا ومعرفتهم بها كانت كاملة ، ويستفيدون من الطبيعة اكثر ،
ومسألة الحمية التي هي من التعاليم الاكيدة في الطب الحديث كانت اصلا عندهم ،
وكانوا موفقين جدا في ممارساتهم الطبية بالقياس الى هذا العصر ، بل لم يكن الاطباء
المسلمون في القرن العاشر الميلادي يقدمون من الضحايا بقدر ما يقدمه اطباء اليوم ،
والاحكام القرآنية ، كالوضوء ، والغسل ، والتيمم ، وتحريم المسكرات ، وترجيح
الاغذية النباتية على اللحوم في المناطق الحارة كانت حكيمة ونافعة جدا في الوقاية.
كما ان
[١] و (٢) لم يكن
العرب اهل ابداع وعلم قبل الاسلام .. والاسلام هو الذي صنع منهم ومن غيرهم
المعجزات ، والمسلمون هم اكتشفوا في مجال الطب وفي غيره ، وحققوا اعظم المنجزات ...
[٣] تاريخ التمدن
الاسلامي ، المجلد الثاني ص ٢٠٢ / ٢٠٣.