وأما بالنسبة لخروج النساء الى عيادة
المريض ، فانه غير مطلوب منهن ، ولا امرن به ، فقد ورد انه : ليس على النساء عيادة
[١] .. ولعل ذلك
يرجع الى ان الشارع يرغب في تقليل اختلاط الرجال بالنساء ، حفظا للمجتمع من كثير
من المتاعب ، التي ربما تنشأ عن أمر كهذا .. ومن اجل ذلك نجد الزهراء عليهاالسلام ترجح للمرأة : ان لا ترى الرجل ، ولا
الرجل يراها ، كأسلوب انجح في مقاومة كل مظاهر الانحراف ، ولو بعدم المساهمة في
ايجاد محيط يساعد عليه .. فهو لا يريد ان يقطع اليد التي تسرق ، وانما يريد ان
يهيىء الظروف التي تمنع حتى من التفكير بالسرقة ، التي تؤدي الى قطعها ..
العيادة كل ثلاثة ايام :
وقد لا حظنا : ان الروايات الواردة عن
المعصومين عليهمالسلام لم تصر على
تكثير العيادة للمريض ، فلم تجعل العيادة له في كل يوم ، بل هي توصي بأن تكون في
كل ثلاثة ايام مرة : بل عن الصادق عليهالسلام
: لا تكون العيادة في اقل من ثلاثة ايام ، فاذا وجبت فيوم ، ويوم لا ، فاذا طالت
العلة ترك المريض وعياله [٢]
[١] مستدرك الوسائل
ج ١ ص ٩٦ / ٩٧ والخصال ج ٢ ص ٥٨٥ والبحار ج ٨١ ص ٢٢٤ و ٢١٥ و ٢٢٨ و ج ٨٢ ص ٧٩ وج
٧٧ ص ٥٤ وفي هامشه عن الخصال ج ١ ص ٢١٨ و ٩٧ وج ٢ ص ١٤٥ وعن مكارم الاخلاق ص ٥٠٠
وعن دعوات الراوندي ، وعن الدعائم.
[٢] الكافي ج ٣ ص
١١٧ والوسائل ج ٢ ص ٦٣٨ وسفينة البحار ج ٢ ص ٢٨٥ ومستدرك الوسائل ج ١ ص ٨٤ والبحار
ج ٨١ ص ٢٢٦ وفي هامشه عن مكارم الاخلاق ص ٤١٤.
وقد احتمل البعض : ان المراد
: ان العيادة لا تكون في مرض لا يستمر ثلاثة ايام .. ولكن هذا الاحتمال في غير
محله ، ولا سيما بملاحظة ذيل الرواية ، وبملاحظة رواية ، اغبوا في العيادة واربعوا
، فانها ظاهرة فيما ذكرناه.