نام کتاب : مسكّن الفؤاد عند فقه الاحبة والاولاد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 26
السعادة التي خلقت
لها. فيالها حسرة لا تفنى ، وغبن لا يزول ، إذا عاينت درجات السابقين ، وأبصرت
منازل المقربين ، وأنت مقصر من الأعمال الصالحة ، خلي من المتاجر الرابحة! فقس ذلك
الالم على هذه الآلام ، وادفع أصعبهما عليك وأضرهما لك ، مع أنك تقدر على دفع سبب
هذا ، ولا تقدر على دفع سبب ذاك.
كما قال علي عليهالسلام : « إن صبرت جرى عليك القضاء وأنت
مأجور ، وأن جزعت [١]
جرى عليك القضاء وأنت مأزور [٢]
، فاغتنم شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، واجعل الموت نصب عينك ، واستعد له
بصالح العمل ، ودع الإشتغال بغيرك ، فإن الموت يأتي إليك دونه ».
وتأمل قوله تعالى : (وان ليس للإنسان إلا
ما سعى * وأن سعيه سوف يرى)[٣]
فقصر أملك ، وأصلح [٤]
عملك ، فإن السبب الأكثري الموجب للإهتمام بالاموال والأولاد طول الأمل.
وقد قال النبي
صلىاللهعليهوآله لبعض أصحابه
: « إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء ، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح ، وخذ من
حياتك لموتك ، ومن صحتك لسقمك ، فإنك لا تدري ما اسمك غداً » [٥].
وقال علي عليهالسلام
: « إنّ أشدّ ما أخاف عليكم خصلتان : إتّباع الهوى ، وطول الأمل ؛ فأمّا اتّباع
الهوى فإنّه يعدل عن الحق ، وأمّا طول الأمل فإنه يورث الحبّ للدنيا » [٦].
ثم قال : « ألا إن الله يعطي الدنيا لمن
يحب ويبغض ، وإذا أحب عبداً أعطاه الإيمان ، ألا إن للدين أبناء ، وللدنيا أبناءً
، فكونوا من أبناء الدين ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، ألا إن الدنيا قد أرتحلت
مولية ، ألا إن الآخرة قد أرتحلت مقبلة ، إلا وإنكم في