نام کتاب : مسكّن الفؤاد عند فقه الاحبة والاولاد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 27
يوم عمل ليس فيه
حساب ، ألا وإنكم توشكون في يوم حساب ليس فيه عمل » [١].
واعلم ان محبوبا يفارقك ، وتبقى على
نفسك حسرته وألمه ، وفي حال إصاله [٢]
كدك وكدحك وجدك واجتهادك ، ومع ذلك لا يخلو زمانك معه من تنغيص [٣] به أو عليه ، لأجل أن تتسلى عنه ،
وتطلب لنفسك محبوباً غيره ، وتجتهد في أن يكون موصوفاً بحسن الصحة ، ودوام
الملازمة ، وزيادة الأنس ، وتمام المنفعة.
فإن ظفرت به فذلك هو الذي ينبغي أن يكون
بغيتك التي تحفظها ، وتهتم بها ، وتنفق وقتك عليها ، وهو غاية كل محبة ، ومنتهى كل
مقصد ، وما ذاك إلا الإشتغال بالله ، وصرف الهمة إليه ، وتفويض ما خرج عن ذلك إليه
، فإن ذلك دليل على حب الله تعالى ، يحبهم ويحبونه والذين آمنوا أشد حباً لله.
وقد جعل النبي
صلىاللهعليهوآلهوسلم الحب لله من
شرط الإيمان ، فقال : « لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما »
[٤].
ولا يتحقق الحب في القلب ( أحدكم لأحد) [٥] مع كراهته لفعله وسخطه به ، بل مع عدم
رضاه على وجه الحقيقة ، لا على وجه التكلّف والتعنت.
وفي أخبار داود عليهالسلام : « يا داود ، أبلغ أهل أرضي : اني
حبيب من أحبني ، وجليس من جالسني ، ومؤنس لمن أنس بذكري ، وصاحب لمن صاحبني ،
ومختار لمن اختارني ، ومطيع لمن أطاعني. ما أحبني أحد [٦] أعلم ذلك يقيناً من قلبه إلا قبلته
لنفسي ، ( وأحببته حباً ) [٧]
لا يتقدمه أحد من خلقي ، من طلبني بالحق وجدني ، ومن طلب غيري لم يجدني. فارفضوا ـ
يا أهل الأرض ـ ما أنتم عليه في غرورها ، وهلموا إلى كرامتي ومصاحبتي ومجالستي
ومؤانستي ، وأنسوا بي اُؤانسكم ، واُسارع إلى محبتكم » [٨].
[١] رواه الديلمي عن
النبي صلىاللهعليهوآله في إرشاد
القلوب : ٢١ باختلاف في ألفاظه.
[٣] التنغيض :
التكدير ، يقال نغص عليه العيش تنغيصاً. كدره. « مجمع البحرين ـ نغض ـ ٤ : ١٨٦ ».
[٤] أخرجه الفيض
الكاشاني في المحجة البيضاء ٨ : ٤ ، ورواه ـ باختلاف يسير ـ أحمد في مسنده ٣ : ١٧٢
و٢٤٨ ، النسائي في سننه ٨ : ٩٥ ، وابن ماجة في سننه ٢ : ١٣٣٨ / ٤٠٣٣.