responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي نویسنده : الحلي، الشيخ عزّ الدين    جلد : 1  صفحه : 517

فأصاب المؤمن السيئات بسبب المزاج ، وأصاب الناصب الحسنات للمزاج ، وقد ورد أنّ حكمة المزاج اشتباه الصورتين ، صورة المؤمن وصورة الناصب ولولاه لامتاز كلّ منهما ، وفي ذلك تعب المؤمن وقصده بالأذى ، وحتى تشتبه الأعمال في الظاهر ، حتى يعمل المؤمن في دولة الظالمين ولا يمتاز ، وهذا في الأبدان خاصّة دون الأرواح.

فالقبضة المذكورة في الحديث كانت في الأبدان التي هي قالب الأرواح المؤمنة والكافرة ، وهي تبع الأرواح في الخلق وفي التكليف والمعاد ، فليس في الحديث إشكال مع هذا.

وأمّا تبديل سيّئات المؤمن بحسنات الناصب ، وحمل الناصب سيّئات المؤمن ، فقد جاء في الكتاب العزيز وفسّره آل محمّد عليه وعليهم السلام بهذا ، وهم أهل الذكر الذين يجب سؤالهم والردّ إليهم ، وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم وهم هم بغير شكّ ، ويجب التسليم لهم والردّ إليهم كما قال سبحانه ( فلا وربّك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) [١] وقد جاء في الحديث إنّما الكفر أن يحدَّث أحدكم بالحديث فلم يقبله فينكره ، ويقول : ما كان هذا ، وقد جاء عنهم عليهم‌السلام : « حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان » فالملك الغير المقرّب لا يحتمله ، والنبيّ الغير المرسل لا يحتمله ، والمؤمن الغير الممتحن لا يحتمله ، ألا ترى أنّ موسى عليه‌السلام حيث رأى من الخضر عليه‌السلام ما لا يعرفه ، أنكره ولم يطق حمله حتى فسّره له ، وهو بمكانه من الله وقربه منه.


[١] النساء ٤ : ٦٥.

نام کتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي نویسنده : الحلي، الشيخ عزّ الدين    جلد : 1  صفحه : 517
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست