نام کتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي نویسنده : الحلي، الشيخ عزّ الدين جلد : 1 صفحه : 516
فقال : إلى الجنّة
ولا اُبالي ، وقبض قبضة ، وقال : إلى النار ولا اُبالي ».
وقال : كيف يجوز أن يخلق قوماً للنار في
أصل الخلق ، ثمّ يكلّفهم طاعته وترك معصيته ، وهل هذا إلاّ ينافي العدل وهو منزّه
عنه سبحانه.
إعلم
أنّ كلام آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم لا يرد عليه اعتراض أبداً ، وإنّما يقع
لعدم فهم السامع لمقصدهم وما عنوا به ، وقد جاء في حديثهم عليهمالسلام : إنّ الأرواح خلقت قبل الأبدان بألفي
عام ، وأمرها سبحانه وتعالى بالإقرار له بالربوبية ، ولمحمّد صلىاللهعليهوآله بالنبوّة ، ولعليّ ولأهل بيته عليه
وعليهم السلام بالإمامة.
فمنهم من أقرّ بقلبه ولسانه ، ومنهم من
أقرّ بلسانه دون قلبه ، وهو قوله سبحانه ( وله أسلم من في
السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يُرجعون )[١]
ثمّ أمر الفريقين بدخول النار ، فدخل من أقرّ بقلبه ولسانه ، وقال الذي أقرّ
بلسانه : يا ربّ خلقتنا لتحرقنا ، فثبتت الطاعة والمعصية للأرواح من ثمّ.
ثمّ إنّه سبحانه وتعالى لمّا أراد خلق
الأجساد ، خلق طينة طيّبة وأجرى عليها الماء العذب الطيّب ، وخلق من صفوها أجسام
محمّد وآله الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
وخلق طينة خبيثة ، وأجرى عليها الماء
المالح الخبيث ، ومزج الطينتين بمقتضى حكمته ولطفه ، وعركهما عرك الأديم ، فأصاب
كلاًّ منهما لطخ الاُخرى ، فأسكن الأرواح المؤمنة أوّلاً في الطينة الطيّبة ، فلم
يضرّها ما أصابها من لطخ الاُخرى ، إذ ليس اللطخ من سنخها وجوهرها ، وأسكن الروح
الكافرة في الطينة الخبيثة ، ولم ينفعها ما أصابت من لطخ الطينة الطيّبة ، إذ ليس
هو من سنخها ولا معدنها.