ذَهَبٍ فَذَهَبْتُ فَإِذَا أَنَا بِهِ ع قَدْ لَحِقَنِي فَقَالَ لِي ثَبَتَتْ عَلَيْكَ الْحُجَّةُ وَ ظَهَرَ لَكَ الْحَقُّ وَ ذَهَبَ عَنْكَ الْعَمَى أَ تَعْرِفُنِي فَقُلْتُ لَا فَقَالَ ع أَنَا الْمَهْدِيُّ وَ أَنَا قَائِمُ الزَّمَانِ أَنَا الَّذِي أَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً إِنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ وَ لَا يَبْقَى النَّاسُ فِي فَتْرَةٍ وَ هَذِهِ أَمَانَةٌ لَا تُحَدِّثْ بِهَا إِلَّا إِخْوَانَكَ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ.
19- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ[1] قَالَ: قَدِمْتُ مَدِينَةَ الرَّسُولِ ص فَبَحَثْتُ عَنْ أَخْبَارِ آلِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَخِيرِ ع فَلَمْ أَقَعْ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا فَرَحَلْتُ مِنْهَا إِلَى مَكَّةَ مُسْتَبْحِثاً عَنْ ذَلِكَ فَبَيْنَمَا أَنَا فِي الطَّوَافِ إِذْ تَرَاءَى لِي فَتًى أَسْمَرُ اللَّوْنِ رَائِعُ الْحُسْنِ جَمِيلُ الْمَخِيلَةِ يُطِيلُ التَّوَسُّمَ فِيَّ فَعُدْتُ إِلَيْهِ مُؤَمِّلًا مِنْهُ عِرْفَانَ مَا قَصَدْتُ لَهُ فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْهُ سَلَّمْتُ فَأَحْسَنَ الْإِجَابَةَ ثُمَّ قَالَ مِنْ أَيِّ الْبِلَادِ أَنْتَ قُلْتُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ مِنْ أَيِّ الْعِرَاقِ قُلْتُ مِنَ الْأَهْوَازِ فَقَالَ مَرْحَباً بِلِقَائِكَ هَلْ تَعْرِفُ بِهَا جَعْفَرَ بْنَ حَمْدَانَ الْحُصَيْنِيَ[2] قُلْتُ دُعِيَ فَأَجَابَ قَالَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ مَا كَانَ أَطْوَلَ لَيْلَهُ وَ أَجْزَلَ نَيْلَهُ فَهَلْ تَعْرِفُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مَهْزِيَارَ قُلْتُ أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْزِيَارَ فَعَانَقَنِي مَلِيّاً ثُمَّ قَالَ مَرْحَباً بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ مَا فَعَلْتَ بِالْعَلَامَةِ الَّتِي وَشَجَتْ[3] بَيْنَكَ وَ بَيْنَ أَبِي مُحَمَّدٍ ع فَقُلْتُ لَعَلَّكَ تُرِيدُ الْخَاتَمَ الَّذِي آثَرَنِيَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الطَّيِّبِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع فَقَالَ مَا أَرَدْتُ سِوَاهُ فَأَخْرَجْتُهُ إِلَيْهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ اسْتَعْبَرَ وَ قَبَّلَهُ ثُمَّ قَرَأَ كِتَابَتَهُ فَكَانَتْ يَا اللَّهُ يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ ثُمَّ قَالَ بِأَبِي يَداً طَالَمَا جُلْتَ فِيهَا[4]-
[1]. سيجيء نحو هذه الحكاية عن محمّد بن عليّ بن مهزيار عن أبيه و استشكل فيهما لتقدم زمانهما عن عصر الغيبة.
[2]. في بعض النسخ المصحّحة« الخصيبى».
[3]. في النهاية في حديث على عليه السّلام« و وشج بينها و بين أزواجها» أي خلط و ألف يقال: وشج اللّه بينهما توشيجا.
[4]. يعني بابى فديت يد أبى محمّد العسكريّ عليه السّلام التي طالما جلت أيها الخاتم فيها.
و في بعض النسخ« بأبى بنان طالما جلت فيها».