ويورد عليه ، بأنه منافي لما نقله الشيخ
الطوسي من تسوية الطائفة بين مراسيل اولئك الثلاثة ، ونظائرهم ، وبين ما اسنده
غيرهم ، لظهوره في ان عدم إرسال الثلاثة عن غير الثقة كان معروفاً لدى الطائفة
ولاجله اعتمدت على مراسيلهم ، فلا يكون اجتهاداً منه.
وأجاب الاستاذ عن ذلك : بان الشيخ
الطوسي ، وإن نقل عن الطائفة التسوية بين مراسيل الثلاثة ، ومسانيد غيرهم ، إلا
انه اجتهد في أن سبب ذلك عدم ارسالهم عن غير الثقة ، ولم ينقله لنا عن الطائفة.
تحقيق البحث
والتحقيق أن مدرك القول : بأن اولئك
الثلاثة لا يروون ، ولا يرسلون إلا عن ثقة ، احد امور ثلاثة ذكرها الشهيد الثاني
في ( درايته ) موجزاً [١]
وبسطنا البحث والجواب عنها هنا.
الاول : استقراء حال جميع من يروون ،
ويرسلون عنه من الرواة فلم ير فيهم ضعيف. والجواب عنه.
أولا : عدم تصريح احد بذلك الاستقراء.
وثانياً : عدم إمكانه في المراسيل للجهل
بمن ارسل عنه ، خصوصاً مراسيل ابن ابي عمير التي امتازت على غيرها. ولذا قال
الشهيد الثاني : إن دون اثبات هذا المعنى خرط القتاد ، وإن صاحب ( البشرى ) نازعهم
في ذلك. فان ابن ابي عمير قد اضطر الى الارسال بسبب ضياع كتبه ، فهو نفسه قد غاب
عنه اسماء بعض الذين روى عنهم ، فكيف يمكن لغيره