وذَكَر المدائني عن رجاله قالَ : لمّا جَلَسَ الرضا عليُّ بن موسى 7 ، في الخِلَعِ بولايةِ العَهْدِ ، قامَ بين يديه الخُطباءُ والشُعراءُ وخَفَقَتِ الألوِلَةُ على رَأْسِهِ ، فذُكِرَعن بَعْضِ مَنْ حَضَرَممَّن كانَ يَخْتَصُّ بالرضا 7 ، أنّه قال : كُنْتُ بين يديه في ذلك اليوم ، فنَظَرَ إِليَّ وأَنا مستبشر بما جَرى ، فاَوْمَأ إِليَّ أَنْ أدْنُ منّي فدَنَوْتُ منه ، فقالَ لي من حيث لا يَسْمَعُه غيري : « لا تَشْغَلْ قَلْبَكَ بهذا الأمْرِولا تَسْتَبْشِرْ به ، فإِنّه شيءٌ لا يَتُمُّ » [٢].
وكانَ فيمَنْ وَرَدَ عليه من الشُعراءِ دِعْبلُ بن عليِّ الخُزاعيّ ، فَلمّا دَخَلَ عليه قالَ : إِنّي قد قُلْتُ قَصيدةً وجَعَلْتُ على نفسي ألّا اُنشِدَهَا أَحَداً قبلَك ، فأمَرَه بالجلوسِ حتى خفًّ مَجْلِسُه ، ثم قالَ له : «هاتِها» قال : فأَنْشَدَه قصيدَتَه التي أَوَّلهُا :
مَدارسُ آياتٍ خَلَتْ مِن تِلاوة
فِي ومَنْزِلُ وَحي مُقْفَرُالعَرَصاتِ
حتى أَتى على اخِرها [٣] ، فَلمّا فَرَغَ من إِنشاده قامَ الرضا 7 فدَخَلَ إِلى حُجْرَتِه وبَعَثَ إِليه خادِماً بخِرْقَةِ خَزٍّ فيها ستمائةُ دينارٍ ،
[١] مقاتل الطالبيين : ٥٦٥ ، عيون اخبار الرضا 7 ٢ : ١٤٥ / ١٤ ، وفيه : سبعة آباء هم ، مناقب آل ابي طالب ٤ : ٣٦٤ ، الفصول المهمة : ٢٥٦ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٩ : ١٤٦ ، كما ان الشعر هو للنابغة الذبياني ، راجع ديوانه : ١١٧ ، وفيه :خمسة آباء هم ، وانظر خزانة الادب ١ : ٢٨٨ ، وفيه : من يثرب صفو المدام.
[٢] الفصول المهمة : ٢٥٦ ، اعلام الورى : ٣٢١ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٩ : ١٤٧.