responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 279

الأدبر[١]جَهنّم الدُّنيا لا يُبقي ولا يَذَرُ ، ومن بعدِه النهّاسُ الفرَّاسُ[٢]الجَموعُ المنَوعُ ، ثمّ لَيَتوارثَنّكم من بني أُميّةَ عِدّةٌ ، ما الآخرُ بأرأَفَ بكم مِنَ الأوّلِ ، ما خلا رجلاًَ واحداً[٣]، ( بلاءٌ قضاهُ اللهُ ) [٤]على هذهِ الأُمّةِ لا محالةَ كائنٌ ، يَقتلونَ خِيارَكم ، ويَستعبدونَ أراذلَكم ، ويَستخرِجونَ كنوزكم وذَخائرَكم من جَوْفِ حِجالِكم[٥]، نِقْمةً بما ضيَّعتُم من أُمورِكم وصَلاحَ أنفسِكم ودينكم.

يا أهلَ الكُوفةِ ، أُخبركم بما يَكون قبلَ أَن يَكونَ ، لِتَكونوا منه على حَذَرٍ ، ولِتُنذِروا بهِ مَنِ اتّعظَ واعتبرَ. كأني بكم تَقولونَ : إِنَّ عليّاَ يَكذِبُ ، كما قالتْ قريشٌ لنبيِّها 9 وسيِّدِها نبيِّ الرّحمةِ محمّدِ بنِ عبدِاللّهِ حبيب اللهِ ، فيا وَيْلَكم ، أفَعلى مَنْ أَكذِبُ!؟ أَعَلَى اللّهِ ، فأنا أوّلُ من عَبَدَه ووَحًّدَه ، أم على رسولهِ ، فأنا أوّلُ من آمنَ بهِ وصدَّقَه ونَصَرَه! كلا ، ولكنَّها لَهْجَة خَدْعَة كُنتُم عنها أغبياءَ[٦].

والّذي فَلَقَ الحبّةَ وبَرَأ النّسَمةَ ، لَتَعْلَمنَّ نَبَأهُ [٧]بعدَ حينٍ ، وذلكَ إِذا صَيَّركم إِليها جهلُكم ، ولا يَنفَعُكم عندَها علمُكم ، فقبحاً لكم يا أشباهَ الرِّجالِ ولا رجالَ ، حُلومُ الأطفالِ وعُقولُ رَبّاتِ الحِجالِ ، أمَ والله أيُّها الشّاهدة أبدانُهم ، الغائبةُ عنهم عُقولُهم ، المختلفةُ أهواؤُهم ،


[١] في هامش « ش » و « م » : يعني : الحجاج بن يوسف.

[٢] في هامش « ش » و « م » : كأنه هشام بن عبد الملك.

[٣] في هامش « ش » و « م » : عمر بن عبد العزيز.

[٤] في هامش « ش » : فما قضاه اللّه.

[٥] الحجال : جمع حجلة ، وهي بيت يزين بالثياب والأسرّة والستور ، يهيأ للعروس. انظر « الصحاح ـ حجل ـ ٤ : ١٦٦٧ ».

[٦] في « م » : أغنياء ..

[٧] في « م » : وهامش « ش » : نبأها.

نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست