ثم إن علياً أمر الناس أن يحملوا على
أهل الشام [١]
وذلك بعد استشهاد
* ـ قال معاوية
يوماً بعد إستقرار الخلافة له لعمرو بن العاص : يا أبا عبد الله لا أراك إلا
ويغلبني الضحك ، قال : بماذا؟ قال : أذكر يوم حمل عليك أبو تراب في صفين فأزريت
نفسك فرقاً من شبا سنانه ، وكشفت سوأتك له.
فقال عمرو : أنا أشد
منك ضحكاً ، إني لا أذكر يوم دعاك إلى البراز فانتفخ سحرك وربا لسانك في فمك ،
وغصصت بريقك ، وارتعدت فرائصك ، وبدا منك ما أكره ذكره. فقال معاوية : لم يكن هذا
وكيف يكون ودوني عِكٌّ والأشعريون!
قال : إنك تعلم أن
الذي وصفتُ دون ما أصابك ، وقد نزل ذلك بك ودونك عِكٌّ والأشعريون ، فكيف كانت
حالك لو جمعكما مأقط الحرب؟!
فقال : يا أبا عبد
الله ، خض بنا الهزل إلى الجد ، إن الجبن والفرار من عليٍّ لا عار على أحد فيهما.
وذكر أبو عمر في
الإستيعاب :
أن بسراً كان من
الأبطال الطغاة ، وكان مع معاوية بصفين ، فأمره أن يلقى علياً (ع) في القتال ،
وقال له : إني سمعتك تتمنى لقاءه ، فلو أظفرك الله به وصرعته حصلت على الدنيا
والآخرة ، ولم يزل يُشجعه ويمنيّه حتى رأى علياً في الحرب ، فقصده والتقيا ، فصرعه
علي (ع) وعرض له معه مثلما عرض له مع عمرو بن العاص في كشف السوأة.
قال أبو عمرو : إن
بسر بن أرطأة بارز علياً يوم صفين ، فطعنه علي فصرعه ، فانكشف له فكفَّ عنه كما
عرض له مثل ذلك مع عمرو بن العاص وقد أكثر الشعراء في ذلك ، ومنهم الحارث بن النضر
الخثعمي حيث يقول : =