وكان عثماني العقيدة
منحرفاً عن أهل البيت عليهمالسلام
إلا أن الماء جمعهم في ذلك المكان ، وعلم الحسين به فاستدعاه ذات يوم. فشق عليه
ذلك ، ثم أجابه على كره ، فلما عاد من عنده نقل ثقله إلى ثقل الحسين ، ثم قال
لأصحابه:
من أحب منكم أن يتبعني ، وإلا فانه آخر
العهد ، وسأحدثكم حديثاً : غزونا بلنجر ففتح علينا وأصبنا غنائم ففرحنا ، وكان
معنا سلمان الفارسي ، فقال لنا : إذا أدركتم سيد شباب أهل محمد فكونوا أشد فرحاً
بقتالكم معه بما أصبتم اليوم من الغنائم. فأما أنا فأستودعكم الله. ، ثم طلق ـ
زهير ـ زوجته وقال لها : الحقي بأهلك فاني لا أحب أن يصيبك في سببي إلا خير ، ولزم
الحسين حتى قتل معه » [١]
قـال
سلمان :
« لتحرقن هذه الكعبة على يدي رجل من أهل
الزبير » [٢]
أي بسببه.
قالها قبل زمن بعيد من دعوة عبد الله بن
الزبير الناس إلى نفسه ولجوئه إلى الكعبة المشرفة.
وفي سنة أربع وستين للهجرة حوصر ابن
الزبير ومن معه من أصحابه في البيت ، واستمر القتال بينه وبين أهل الشام قرابة
الشهرين « حتى إذا مضت ثلاثة أيام من شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ، رموا البيت
بالمجانيق وحرقوه بالنار وأخذوا يرتجزون ويقولون :