قال سلمان مخاطباً المسلمين حين غزوا
بلنجر وغنموا وفرحوا بالغنائم : « إذا أدركتم سيد شباب أهل محمد ، فكونوا أشد
فرحاً بقتالكم معه بما أصبتم اليوم من الغنائم .. »
قال المسيب بن نجبة الفزاري : لما أتانا
سلمان الفارسي قادماً ، تلقيناه فسار حتى انتهى إلى كربلاء ، فقال ما تسمون هذه
الأرض؟ قالوا : كربلاء. فقال : هذه مصارع اخواني ، هذا موضع رحالهم ، وهذا مناخ
ركابهم ، وهذا مهراق دمائهم ، يقتل بها ابن خير الأولين ، ويقتل بها خير الآخرين. [١]
قال سلمان ذلك قبل أن يكون هناك قتال في
كربلاء ، فقد كانت غزوة بلنجر في سنة اثنتين وثلاثين للهجرة أي قبل واقعة كربلاء
بثلاثين سنة تقريباً كما يظهر [٢]
ومرت السنين تتوالى ، ومات خليفة وقام
خليفة حتى جاء عهد يزيد الطاغية ، فكانت ثورة الإمام الحسين الخالدة ... وبينما
الحسين في طريقه إلى كربلاء إذ به ينزل على ماء ويخيم مع أهل بيته هناك ، وكان
زهير بن القين قادماً من الحجاز بعد أن أنهى مناسك حجه فيها ، فنزل بالقرب من
الحسين