نام کتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام نویسنده : الفقيه، الشيخ محمد جواد جلد : 1 صفحه : 168
بين
المقداد وعثمان
المصادر التاريخية لا تشير إلى أي لون
من ألوان الخلاف بين عثمان والمقداد قبل حادثة الشورى ، لا من قريب ولا من بعيد ،
حتى إذا بدأت الشورى بدأ معها الخلاف بينهما ! وكان خلافاً يحسبه الغافل أنه ناجم
عن عداء قديم مستشرٍ بينهما ، سيما إذا أخذنا بعين الإعتبار مواقف المقداد الصلبة
من عثمان في تلك الفترة ، غير أن نظرة تأمل منا في نوعية هذا الخلاف كافية في
إيقافنا على حقيقة الأمر ، من أن ما جرى بينهما لم يكن مرده لعداءٍ شخصي ، بل هو
خلاف مبدئي تطور فيما بعد ليأخذ صفة العداء والجفوة بين الطرفين.
واضحٌ أن الخلافة أمانة عظمى في عنق
متقلدها ، ومسؤولية كبرى في عاتقه عليه أن ينهض بأعبائها ، وإلا فهي الخيانة !
وبيعة عثمان ؛ أخذ فيها عليه شرطان صريحان غير كتاب الله ، هما : « سنة رسول الله
وسيرة الشيخين ابي بكر وعمر (رض) بهما تصح بيعته وبدونهما لا بيعة قائمة ولا
خلافة.
تُرى ! أيطوي الصحابة كشحاً عن بعض
التصرفات المخالفة ـ صراحةً ـ لسنة الرسول (ص) أو لسيرة الشيخين. يرون الخليفة
متلبساً بها ؟! بالطبع ، لا ! إذا كانوا مخلصين لدينهم ، صادقين في تدينهم ؛ وهنا
تكمن نقطة الخلاف بينه وبينهم بشكل عام. والمقداد واحد من الصحابة المخلصين لا
يمكنه بحال السكوت أزاء حالات كهذه ، لذا ،
نام کتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام نویسنده : الفقيه، الشيخ محمد جواد جلد : 1 صفحه : 168