وكما اختلفا في أسباب نصب الخليفة ،
اختلفا في قابليته للتغيير والعزل ، فعلى النظرية الاولى ، كان حرياً بالعزل متى
وفّق غيره للتغلب عليه ، أو متى وجد اقتضاء آخر ، وعلى نظرية النص ليس لاحد تغييره
ولا عزله ، ولن يكون الخليفة المنصوص عليه معرّضاً لنقص يخلّ بمقامه كنائب نبي ،
ومن هنا يرمز اليه بالعصمة من الله تعالى شأنه ، كما هي شأن النبي نفسه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فالخلافة من النوع الاول سلطة عامة
مقيدة بدستور خاص ، وهي بواقعها أشبه بهذه السلطات القائمة اليوم ، لا تختلف عنها
الا من ناحية الاختلاف في الدستور ، أو كما تختلف بعض هذه السلطات عن بعض.
وقداستها ، فرع قابليات الرجل الذي
اختير لها أو الرجل الذي تغلّب عليها ، وأحياناً كان أفضل الناس قدسا ، كما كان في
وقت آخر من أشد الناس تمردا على الدين والخلق الصحيح.
وهي من النوع الثاني وعلى نظرية النص
منصب آلهي تجب له الطاعة ديناً ، كما تجب للنبي ، وما هي بهذا المعنى الا ظل
النبوة بمعناها الذي يتصل بالسماء ، ولكنها انما تتصل بالسماء عن طريق النبي ، وهو
مصدر روحيتها كما هو مصدر النص عليها.
١ ـ فالفريق الاول
هم السنة ، والفريق الثاني هم الشيعة. ووافق الشيعة أكثرية المعتزلة فقالوا « لا
امامة الا بالنص والتعيين ». يراجع « آراء المعتزلة السياسية » ( ص ١٥ ) ، مجلة
الالواح ( ع ١١ س ١ ).
نام کتاب : صلح الحسن عليه السلام نویسنده : آل ياسين، الشيخ راضي جلد : 1 صفحه : 179