ومن أقذر ما يؤثر عن الوليد أنه عندما سمع بنعي هشام ـ على ما يذكر ابن شبة [١] ـ قال « والله لا تلقين هذه النعمة بسكرة قبل الظهر وأنشا يقول :
طاب يومي ولذ شرب السلافـة
إذ أتاني نعـي من بالرصافـة
وأتانا البريد ينعـى هشـامــا
واتانــا بـخــاتـم للخلافة
فاصطحبنا من خمر عانة صرفا
ولهونــا بقيـنـه عزافــة
واقذر من ذلك أنه قال ـ حين سمع صياحا « فسأل عنه فقيل له هذا من دار هشام يبكيه بناته » :
إنــي سمعت بليــل
ـ وراء المصلى ـ برنه
إذ بـنــات هشــام
يندبــن والدهـنــه
بندبــن قرمــا جليلا
قــد كــان يعضدهنه
أنــا المخنـث حقــا
إن لــم أنـيـكـهنـه
ومن مجونه أيضا ـ على شرابه ـ قوله لساقيه :
أسقني يا يزيد بالقرقاره
قد طربنا وحنت الزماره
أسقني أسقني فان ذنوبي
قد أحاطت فما لها كفاره
والخلاصة : فان الوليد ـ في معرض الغرام والتبذل ـ كان كما وصفه ابن عبد ربه [١] عاكفا « على البطالة وحب القيان والملاهي ، والشراب ومعاشقة النساء.
فتعاشق سعدى ابنة سعيد بن عمرو بن عثمان بن عفان فتزوجها.
[١] الاغاني | ٦ | ١٠٥ ـ ١٠٦.
[٢] العقد الفريد ٤ | ١٨١.