نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 97
من الاتّصاف
بكمالاتها ، ولذا قيل : إنّ الصادر عن شيء لايمكن أن يكون هو من جميع الجهات ولا
أن يكون ليس هو كذلك ، وهو المراد من قولهم : الممكن زوج تركيبي ، وهذا المعنى وإن
اشترك في جميع الممكنات الا أن الذوات النورانيّة التي هي من عالم الامر لكونها
إليه أقرب والواسطة بينها وبينه أقلّ إليه أنسب ، فشوقه إلى الاتصاف بكمالاته أكثر
، ومنها النفس لقوله تعالى : (قل الروح
من أمر ربّي). [١]
فلها غاية الميل إلى صفاته التي من
جملتها الغلبة والاستيلاء والتسلّط على الأشياء والتصرّف فيها كيف تشاء ، لأنّها
معنى الربوبيّة.
وممّا يوضح كون العلم نوع استيلاء
وتسلّط على الأشياء ، استتباعه للعزّ والوقار ونفوذ الحكم على الملوك وذوي
الاقتدار ولزوم الاحترام في الطباع حتّى إنّ أغبياء الترك وأجلاف العرب طباعهم
مجبولة على توقير شيوخهم لاختصاصهم بمزيد علم مستفاد من التجربة ، بل البهائم
بطبعها توقر الانسان بكمال مجاوز لدرجتها ، وهكذا إلى أن تؤثّر في انقياد كلّ ما
على الأرض من الجماد والنبات والحيوان ، ثم تجاوز إلى إطاعة النفوس المجرّدة
الفلكيّة والكواكب النوريّة والأجرام السماويّة وغيرها.
وأيضاً فإنّ كلّ معقول إمّا موجود وإمّا
معدوم ، والأوّل أشرف بالضرورة ، وهو إمّا جماد أو نام ، والثاني أشرف بالضرورة ،
وهو إمّا حسّاس أو غيره والأوّل أشرف بالضرورة ، وهو إمّا عاقل أو غيره ، والأوّل
أشرف بالضرورة وهو إمّا عالم أو جاهل ، والأول أشرف بالضرورة ، فظهر أن العالم
أشرف الموجودات بالضرورة ، وأيضاً فكلّ فعل إمّا أن ترضاه
١ ـ الاسراء : ٨٥.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 97