نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 96
المقام الثاني
في ذكر الفضائل المقابلة لها
مع ما بدل على الحث عليها
وفيه فصول
فصل
الحكمة هي العالم بحقائق الأشياء ، ولما
كانت مباحث العلم من أشرف المباحث وأبهاها فبه يمتاز الإنسان عن النفوس البهيميّة
، وبه يترقّى عن المرتبة الملكّية ، فلا غرو لو أطلقنا عنان القلم في هذا المقام
بما لم نطلقه في سائر الفضائل لكونه من أهمّ المهام في عدّة مقاصد :
المقصد الأول :
قد تطابق العقل والنقل على كون العلم
أشرف الأشياء ، ونحن نشير إجمالاً إلى الشواهد العقليّة والظواهر السمعيّة الدالّة
ترغيباً للأصحاب إليه.
فنقول : لاريب في كون العلم محبوباً في
نفسه ومطلوباً بالذات ، ولذّة اقتنائه من أعظم اللذّات ، فإنّ إدرك الأشياء نوع
تملّك لها لتقرّر حقائقها وصورها في ذات المدرك وهو أقوى من ملكية الأعيان لزوالها
ومبائنتها عن ذاته دونه ، والنفس لكونها من سنخ المجردات وعالم الربوبية يشبه
المبدأ في ميله إلى الاستيلاء والتملّك للأشياء والتصرّف فيها كيف يشاء ، فإن كلّ
معلول من سنخ علّته كما تقرّر في محلّه فيناسبها في آثارها وصفاتها ويبتهج
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 96