نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 637
وكمّاً الا على سبيل
الإجمال والإبهام بتحصيل اليقين ـ بالمعنى الثاني الذي يستولي على القلب بالأمر
والنهي دون مجرّد الاعتقاد الثابت الجازم ، فإنّه لايترتّب عليه شيء ـ بوجوده
ووجوبه ووحدانيته ذاتاً وصفة وفعلاً ، وعظمته وجلاله وقدرته وحكمته واتّصافه بأشرف
ما يمكن أن يتّصف به.
فأصل هذه العقائد ممّا يشترك فيه عامّة
المؤمنين ، والانكشاف عن حقائقها بالكنه متعذّر لأشرف المخلوقات ، وإنما ينكشف
بالرياضات والمجاهدات القدر الممكن في حقّ الممكن ما يترتّب عليه تلك الأنوار
المتناهية بقدر السعي والاجتهاد والقابلية والاستعداد الحاصلة في دار الدنيا ،
فهذا مايمكن أن يفهم من الأصل والفرع ، والله العالم.
تذنيب
من أنكر المحبّة يلزمه إنكار الشوق
أيضاً ، لأنّه من فروعه وثمراته ، وقد عرفت ما يدلّ على ثبوته عقلاً ، والشواهد
النقلية الدالّة عليه أيضاً أكثر من أن تحصى.
ففي الدعاء النبوي صلىاللهعليهوآله : « اللّهمّ إنّي أسألك الرضا بعد
القضاء ، وبرد العيش بعد الموت ، ولذّة النظر إلى وجهط الكريم وشوقاً إلى لقائك ».
[١]
وفي أخبار داود عليهالسلام : « أنّي خلقت قلوب المشتاقين من نوري
ونعّمتها بجلالي » [٢].
وفيها : « يا داود! إلى كم تذكر الجنّة
ولاتسألني الشوق إليّ؟ قال : ياربّ من المشتاقون إليك؟ قال : إنّ المشتاقين إليّ
الذين صفيّتهم عن كلّ كدر ـ إلى أن قال ـ : وإنّ قلوبهم لتضيء في سمائي لملائكتي ،
كما تضيء الشمس لأهل الأرض. يا داود! إنّي خلقت قلوب المشتاقين من رضواني ونعّمتها
بنور وجهي واتّخذتهم لنفسي محدّثين وجعلت أبدانهم موضع
١ ـ المحجّة البيضاء
: ٨ / ٥٧ ـ ٥٨.
٢ ـ المحجّة البيضاء
: ٨ / ٥٨.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 637