على أنّ العارف لو كان صادقاً في عرفانه
وعرف أحوال الملائكة في حبّهم الدائم وشوقهم اللازم الذي به يسبّحون الليل والنهار
لايفترون لاستنكف عن نفسه ومن إظهار حبّه وقطع بأنّه من أخسّ المحبّين في مملكته ،
وكذا لو عرف أحوال الأنبياء والأولياء وما اعترفوا به من العجز والقصور لخرس لسانه
عن التظاهر بدعوى المحبّة ، فسبحان من لا سبيل إلى معرفته الا بالعجز عن معرفته.
ومن علامات المحبّة : الرضا وقد تقدّم ،
والأنس وسيأتي.
وبالجملة ؛ جميع محاسن الدين ومكارم
الأخلاق من ثمرات الحبّ ، وقد جمع بعض العرفاء علامات الحبّ في عدة أبيات فقال :
لاتخد عنّ فللمحبّ دلائل
ولديه من تحف الحبيب وسائل
منها تنعّمه بمرّ بلائه
وسروره في كلّ ما هو فاعل
فالمنع منه عطية مقبولة
والفقر إكرام وبرّ عاجل
ومن الدلائل أن يرى من عزمه
طوع الحبيب وإن ألحّ العاذل
ومن الدلائل أن يرى متبسّما
والقلب فيه من الحبيب بلابل
١ ـ في الإحياء (٤ /
٣٣٧) : جفنه.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 632