responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 613

ومنها مالم يصل إليه فيعرض على النار ليقمع منه الخبث العارض ويتفاوت ذلك بقدر حاجتها إلى التزكية ، وأقلّها لحظة إلى سبعة آلاف سنة.

( وإن منكم الا واردها كان على ربّك حتماً مقضيّاً ). [١]

فكلّ نفس تتيقّن بالورود عليها ولايقين لأحد بالصدور منها ، فإذا كملت التزكية وبلغ الكتاب أجله وفرغ عن جملة ماوعد الله به عباده من أحوال الموت وأهوال منكر ونكير والبرزخ والحساب والصراط وغيرها إلى أن يستوفي استحقاق الجنّة ويستعدّ بصفائه عن الكدورات حتّى لايرهق وجهه غبرة ولا قترة ولا ذلّة لأن يتجلّى فيه الحقّ ، تجلّى تجلّياً يكون انكشافه بالإضافة إلى ماعلمه سابقاً كانكشاف المرئي بالنسبة إلى المتخيّل.

وهذا هو الرؤية والمشاهدة واللقاء دون الرؤية بحسّ الأبصار فإنّه ممّا يتعالى عنه ربّ الأرباب ولو في يوم الحساب كما وردت به الأخبار عن الأئمّة الأطهار عليهم‌السلام وشهدت به بصيرة العقل بنور الاعتبار وصارت من ضروريات مذهب الشيعة كالشمس في رابعة النهار ، وإنّما المقصود هو الأوّل ، كما سئل أميرالمؤمنين عليه‌السلام : هل رأيت ربّك حين عبدته؟ فقال : ويحك لم أعبد ربّاً لم أره ، قيل : وكيف رأيته؟ قال : ويلك لاتدركه العيون في مشاهدة الأبصارن ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان. [٢]

فما دلّ بظاهره من كلماتهم على خلاف ذلك ينبغي تأويله جمعاً بينه وبين النصوص المصرّحة بخلافه ، فإنّ تأويل الظاهر بالقاطع أمر شائع وباب المجاز باب واسع.

فظهر أنّه لايفوز بدرجة المشاهدة واللقاء الا العارفون في الدنيا لأنّ المعرفة هي البذر الّذي ينقلب في الآخرة مشاهدة كما تنقلب النواة نخلة والبذر زرعاً ومن لا نواة له كيف يحصل له نخل ، ومن لم يعرف الله في


١ ـ مريم : ٧١.

٢ ـ الكافي : ١ / ٩٨ ، كتاب التوحيد ، باب في إبطال الرؤية ، ح ٦ ، مع اختلاف.

نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 613
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست