نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 479
وفي الخبر : « أنّ موسى عليهالسلام سأل ربّه أن يدله على ما فيه رضاه ،
فقال تعالى : إنّ رضاي في رضاك بقضائي ». [١]
وبهذا المضمون أخبار كثيرة ، وهذا من
فوائد الرضا وهو من أعظمها ورضوان من الله أكبر.
وورد ذلك في تفسير : (ولدينا مزيد)[٢] يقول الله تعالى : « إنّي عنكم راض وهو
أفضل من النعيم والهدية والتسليم ». [٣]
ورضا الله من العبد حبّه له ، وهو سبب
لدوام النظر والتجلّي وهو غاية مراد المريدين.
تنبيه
أنكر بعض الناس تحقّق الرضا في أنواع
البلاء وما يخالف الهوى وجعل الممكن فيها الصبر ، وهو كما قيل في ناحية من إنكار
المحبّة [٤]
، فإن حبّ المخلوق قد يستغرق الهمّ بحيث يبطل إحساس الألم فتصيبه الجراحات ولايحسّ
بألمها ، بل الطالب المسارع في شغل قد يعدو فتصيبه جراحة من شوك يدخل في رجله
ونحوه ولا يشعر به ، وقد حكى الله تعالى عنالنسوة اللاتي قطّعن أيديهنّ ما هو أعظم
، وحكايات العشّاق مشهورة مسطورة نظماً ونثراً ، وحبّ الله تعالى أعظم المحابّ
وشغل القلب به من أعظم المشاغل فلايقاس بجماله جمال ، وكلّ جمال من آثار جماله
ومظاهر قدرته وجلاله ، فأيّ بعد في أن تدهش به عقول ذوي العقول فلا يحسّوا بما
يجري عليهم من المصائب والآلام ، وربما لم يبلغ المحبّ هذا المبلغ فيحسّ بالألم ،
لكن يرضى به ويرغب إليه بعقله دون طبعه ، كالذي يفصد أو يحتجم بإرادته
١ ـ المحجّة البيضاء
: ٨ / ٨٩.
٢ ـ ق : ٣٥.
٣ ـ المحجّة البيضاء
: ٨ / ٨٧ وفيه تفصيل يعرف به المراد من الهدية والتسليم ، وليس فيه ذكر « النعيم
».
٤ ـ كذا ، والظاهر
أنّ الصحيح : كما قيل من ناحية إنكار المحبة.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 479