نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 478
الآخرة ابتداراً ،
فاتّعظي وإن منعتك القساوة عن قبول الموعظة فاستعيني عليها بدوام التهجّد والقيام
وكثرة الصلاة والصيام ، وقلّة المخالطة والكلام ، وصلة الأرحام ، واللطف بالأيتام
، وواظبي على النياحة والبكاء اقتداء بأبيك آدم وبأمّك حوّاء ، واستغيثي بأرحم
الرحمين ، وتوسّلي بأكرم الأكرمين ، فإنّ مصيبتك أعظم وبليّتك أجسم ، وقد انقطعت
عنك الحيل ، وزاحت عنك العلل ، فلا مذهب ولا مطلب ولا مستغاث ولا مهرب الا إليه ،
فلعلّه يرحم فقرك ومسكنت ويغيثك ويجيب دعوتك ، فإنّه يجيب دعوة المضطرّ إذا دعاه ،
ولايخيب رجاء من أمّله ورجاه ، ورحمته واسعة ، وأياديه متتابعة ، ولطفه عميم ،
وإحسانه قديم ، وهو بمن رجاه كريم.
فصل
الرضا أفضل مقامات الدين ، وأعلى منازل
المقرّبين ، وهو ترك الاعتراض السخط لأفعال الله تعالى ظاهراً وباطناً قولاً
وفعلاً ، وهو من ثمرات المحبّة ، إذ المحبّ يستحسن مايفعله المحبوب ، وصاحب الرضا
يستوي لديه الحالات كلّها ، والآيات والأخبار في مدحه ممّا لاتحصى.
قال النبي صلىاللهعليهوآله
لطائفة : « ما أنتم؟ فقالوا : مؤمنون ، فقال : ماعلامة إيمانكم؟ فقالوا : نصبر عند
البلاء ونشكر عند الرخاء ونرضى بمواقع القضاء. فقال : حكماء علماء كادوا من الفقه
أن يكونوا أنبياء ». [١]
وقال صلىاللهعليهوآله
: « إذا أحبّ الله عبداً ابتلاه ، فإن صبر اجتباه ، وإن رضي اصطفاه ». [٢]
وقال الصادق عليهالسلام : « أعلم الناس بالله أرضاهم بقضائه ».
[٣]
١ ـ المحجّة البيضاء
: ٨ / ٨٧.
٢ ـ المحجّة البيضاء
: ٨ / ٦٧.
٣ ـ الكافي : ٢ / ٦٠
، كتاب الإيمان والكفر ، باب الرضا بالقضاء ، ح ٢ ، مع اختلاف.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 478